في السنوات الأخيرة، أصبحت حاسة الشم موضوع العديد من الدراسات، سواء عند الإنسان أو الحيوان. و في دراسة، تساءل باحثون أمريكيون عما إذا كانت فتحتا الأنف تدركان الروائح بنفس الطريقة.
لمعرفة ذلك، قاموا باستدعاء حوالي عشرة مرضى يعانون من الصرع للمشاركة في الدراسة، وتم زرع أقطاب كهربائية في أدمغتهم.
قاموا بعد ذلك بوضع ثلاثة عطور مختلفة في كل فتحة أنف هؤلاء المرضى، ثم في كلتيهما في نفس الوقت. ثم سُئل هؤلاء المشاركون في التجربة عما إذا كانوا قد تعرفوا على هذه الروائح، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي فتحة الأنف التي سمحت لهم بذلك.
كل فتحة أنف تعمل بشكل منفصل
جمع العلماء استجابات المشاركين ثم قارنوها بالنتائج التي قدمتها الأقطاب الكهربائية. ثم أدركوا أن نشاط الدماغ المرتبط بإدراك الروائح من خلال كل فتحة أنف كان متقاربًا جدًا.
ولكن كان هناك اختلاف، رغم أنه طفيف، جعل من الممكن تحديد الوظيفة المحددة لكل فتحة أنف. وهو اختلاف ملموس أكثر إذا تم تقديم نفس العطر لأول مرة إلى إحدى فتحتي الأنف، ثم إلى الأخرى.
ولاحظ الباحثون بشكل ملحوظ أن كل فتحة أنف في البداية كانت تستشعر الرائحة بطريقة معينة. وبعد فترة قصيرة فقط تتفق كلا فتحتي الأنف على التعرف عليه بنفس الطريقة.
مهما كانت هذه الفترة قصيرة، إلا أنها توضح خصوصية كل فتحة أنف. وقد تم ربط هذا الاكتشاف بتجربة سابقة على الفئران، مما يدل على أن هذه الحيوانات كانت مجهزة أيضًا بمثل هذه القدرة.
ووفقا للعلماء، فإن طريقة الشم هذه، مع إدراك مختلف لكل فتحة أنف، من شأنها أن تجعل حاسة الشم لدينا أكثر كفاءة.
ويعتقد الباحثون أن هذا التمايز في إدراك الروائح بين فتحتي الأنف يحدث في منطقة من الدماغ مسؤولة عن عمل حاسة الشم لدينا. في كل الأحوال، وحتى لو كانت دراسات أخرى لا تزال ضرورية، فإن مثل هذا البحث لا يمكن إلا أن يعلمنا المزيد عن قدراتنا الشمية.