من المعلوم أن الطيور تستخدم حاسة البصر والسمع، في كثير من الأحيان، للتواصل مع بعضها البعض. ولكن، لفترة طويلة، كان يُعتقد أن هذه الطيور ليس لديها حاسة الشم.
وقد ألقت الدراسات الحديثة الضوء على هذه النقطة. وأكدت أن بعض الأنواع من الطيور، مثل العقبان الأفريقية والآسيوية، لا تملك حاسة الشم.
لكن العديد من الطيور الأخرى قادرة على إدراك الروائح. وبعضها، مثل طائر الكيوي أو النسر الرومي، وهو طائر آكل الجيف، لديه حاسة شم جيدة جدًا.
وهذا هو الحال أيضًا بالنسبة للطيور البحرية، مثل طائر القطرس أو طائر النوء الثلجي، الذي يشغل نظامه الشمي ثلث دماغه.
إذا كانت لدى معظم الطيور حاسة الشم، فذلك لأن هذه الحاسة يجب أن تكون مفيدة لها. وهذا هو الحال بالفعل. حيث إن هذه الطيور يستخدم بالفعل حاسة الشم لأغراض عديدة.
عند بعض أنواع البط، أو لدى طائر النوء الأزرق، يتم اختيار الشريك عن طريق الرائحة. من جانبها، تستخدم بعض الطيور، مثل الحمام الزاجل، الروائح، من بين أدلة أخرى، للعثور على طريقها.
علاوة على ذلك، أظهرت الدراسات أن صغار الطيور، مثل الكتاكيت أو فراخ البط، يمكنها أن تتذكر الروائح التي رافقت أشهرها الأولى. وبعد ذلك، يظهرون ميلًا خاصًا لهذه الروائح.
وفي المقابل، يمكن تحديد اختيار النباتات التي تشكل العش من خلال الرائحة التي تنبعث منها. هذه هي الطريقة التي تنهجها طيور القرقف الزرقاء الأوراسية، حيث تنثر في أعشاشها عيدان الخزامى أو النعناع، التي تساعد رائحتها في محاربة الطفيليات.
ومن خلال الرائحة أيضًا تكتشف بعض الطيور طعامها. العديد من الطيور البحرية "تشم" الأسماك من بعيد.
كما أن روائح الحيوانات المفترسة تحذر بعض الطيور، مثل طائر السمان، من الاقتراب من الخطر. وهكذا يتبين لنا أن حاسة الشم هذه، التي كان يُعتقد في وقت ليس ببعيد على غيابها لدى جميع الطيور، تثبت أنها حليف ثمين بالنسبة لها.