من أين جاءت عادة رشق الكوميديين الفاشلين بالطماطم ؟

قصة مهرجان الطماطم، مهرجان طماطم🍅، مهرجان الطماطم بالانجليزي، رمي الطماطم، عيد طماطم، عيد الحانوكا، مهرجان التراشق بالبرتقال، مهرجان الخيار

تخيل معي مسرح يعج بالمتفرجين، والأضواء الكاشفة تضيء الخشبة، والمتفرجون على أحر من الجمر لمشاهدة العرض المسرحي. وبعد ذلك، فجأة، تتطاير الطماطم في الهواء وتهبط كالصواريخ على الممثلين.. هذا التقليد المسرحي الغريب له أصل عريق، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ المسرح وتطور رد فعل الجمهور تجاه عرض لم يرق له. دعونا نكتشف كيف نشأت هذه الممارسة الفريدة وازدهرت مع مرور الوقت، حتى أنها شكلت تصورنا الحديث للترفيه على خشبة العرض.


تعود عادة رشق الممتلين بالطماطم إلى القرن الثامن عشر. في ذلك الوقت، في أوروبا، لم تكن العروض المسرحية كما نعرفها اليوم. حيث كان المتفرجون من الذكور فقط. وكانوا يتابعون العرض المسرحي وهم واقفون.. ويتحدثون فيما بينهم.. يأكلون ويشربون ما اشتروه في الحانة الموجودة في قبو المسرح، ويتفاعلون مع الممثلين.

 

كان الكوميدي الفاشل يُقصف بالطعام وحتى بالفضلات !

في هذا الجو المحموم، كان المتفرجون يقصفون المسرح بالطعام (أو حتى الفضلات) إذا لم يرقهم العرض المسرحي. وعندما أُجبرت الطبقات الدنيا من المجتمع، في بداية القرن التاسع عشر، على الانزواء في مؤخرة قاعة المسرح في الشرفات، استمرت عادة الأكل أثناء العروض والسلوكات الهمجية، بما في ذلك الرشق بالطعام.


قديما كانت الطماطم تعتبر سامّة !

بعد إدخالها إلى أوروبا في القرن السادس عشر، لم تتمتع هذه الفاكهة القادمة من أمريكا الجنوبية بسمعة طيبة لمدة قرنين من الزمن. حيث كان يعتقد بالفعل أن الطماطم سامّة بسبب شبهها مع نبتة ست الحسن المعروفة بسميتها. ومع ذلك، فالطماطم من نفس هذه العائلة.


في نهاية القرن السادس عشر، وصف جراح مشهور الطماطم بأنها سامة بسبب حالات التسمم الغذائي الذي تسببت فيه. ومع ذلك، هذا التسمم لا يرجع إلى الطماطم نفسها، بل إلى أطباق القَصْدِير التي يتم تناولها فيها. تمتص الطماطم، الحمضية، جزءًا من الرصاص الموجود في القصدير. والرصاص هو مادة سامة للجسم.


عودة الطماطم الى الانتشار بفضل البيتزا

لم يبدأ تقدير قيمة الطماطم من جديد إلا في نهاية القرن الثامن عشر، ليس فقط باعتبارها نباتات زينة، بل باعتبارها فاكهة صالحة للأكل ذات مذاق لذيذ. تم إدراك بعد ذلك أنها فاكهة مميزة جدًا، ويمكن تناولها طازجة ومطهية. شيئًا فشيئًا، صارت «التفاحة المسمومة»، كما كانت تسمى في البداية، موضة على الأطباق.


ما جعل الطماطم تلقى اقبالا كبيرا هو مرونتها، مما يجعلها مناسبة لجميع وصفات الطهي. يمكن في الواقع استخدامها كطبق مقبلات أو طبق جانبي، ولكن يمكن أيضًا تحويلها إلى حساء أو صلصات.


ومع ذلك، هناك طبق واحد ضمن الانتصار النهائي للطماطم : البيتزا. في الواقع، في نهاية القرن التاسع عشر، أصبحت "بيتزا روسا"، أو "البيتزا الحمراء"، التي تعتبر الطماطم مكونًا أساسيًا فيها، نجمة في مطاعم نابولي.