لماذا لا تضحك عندما تدغدغ نفسك؟

لماذا لا تضحك عندما تدغدغ نفسك
يكفي أن يدغدغك شخص ما حتى تنفجر ضاحكا، لكن عندما تكون أنت من يقوم بذلك، لا يحدث شيء، ومن المستحيل الحصول على أدنى رد فعل ! فلماذا يا ترى ؟


في الواقع، مند زمن سقراط، في القرن الخامس قبل الميلاد، كان العلماء مهتمين بهذا السؤال. ولكن كان يجب الإنتظار حتى اختراع التصوير بالرنين المغناطيسي لفهم ما يجري.


لقد أظهرت التجارب التي أجريت في المختبر أنه عندما يدغدغ شخص ما شخصا آخر، يتم تنشيط منطقة معينة من دماغه، القشرة الحسية الجسدية، وهي منطقة لها دور في التحفيز الحسي. واستجابة لهذا التحفيز، يتم إفرازالسيروتونين، وهو ناقل عصبي يؤثرعلى العواطف وبالتالي يثيرالضحك.


ولكن إذا كانت هذه الدغدغة ذاتية، يتم تحفيز منطقة أخرى من الدماغ، المخيخ، الذي يقع في الجزء الخلفي من الدماغ وهو مسؤول أيضا عن تنسيق الحركات. يقوم المخيخ بكبح، في حالة الدغدغة الذاتية، القشرة الحسية الجسدية، والنتيجة : يفطن الدماغ أن الدغدغة ذاتية ويلغي ردة الفعل.

لماذا يجب أن تضحك ؟


الضحك، هذه الظاهرة العالمية التي تتجاوز الحواجز اللغوية والثقافية، هي أكثر بكثير من مجرد تعبير بسيط عن المتعة. إنه رد فعل معقد له آثار عميقة على صحتنا الجسدية والعاطفية والاجتماعية. من إفراز الإندورفين إلى تقوية الروابط الاجتماعية، يلعب الضحك دورًا حيويًا في حياتنا.

الضحك والصحة البدنية


لقد ثبت أن للضحك آثار إيجابية على الصحة البدنية. عندما نضحك، يفرز جسمنا الإندورفين، المعروف باسم "هرمونات السعادة". تعمل هذه المواد الكيميائية كمسكنات طبيعية للألم، وتقلل من الإحساس بالألم وتعزز الشعور بالراحة. بالإضافة إلى ذلك، يحفز الضحك جهاز المناعة عن طريق زيادة إنتاج الأجسام المضادة وتقوية الاستجابة المناعية.


أظهرت الدراسات أيضًا أن الضحك له تأثير إيجابي على صحة القلب والأوعية الدموية. حيث يعزز تمدد الأوعية الدموية، وبالتالي يحسن الدورة الدموية. هذا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. باختصار، يمكن أن يساعد الضحك بانتظام في الحفاظ على صحة القلب.


الضحك يساعد في إدارة الإجهاد


أصبح الإجهاد حقيقة لا مفر منها في حياتنا الحديثة. لحسن الحظ، يمكن أن يكون الضحك وسيلة فعالة لإدارة هذا التوتر. عندما نضحك، يرتخي الجسم، مما يسبب الشعور بالاسترخاء. بالإضافة إلى ذلك، يقلل الضحك من إنتاج الكورتيزول، هرمون التوتر. لذلك فهو يعمل كآلية طبيعية لكسر التوتر، ويساعدنا على البقاء هادئين ومتوازنين، حتى في المواقف الصعبة.

الفوائد الاجتماعية والعاطفية للضحك


إلى جانب فوائده الجسدية، للضحك تأثير كبير على صحتنا العاطفية والاجتماعية. يخلق شعورًا بالبهجة والنشاط، مما يساعدنا على فصل أنفسنا عن الهموم اليومية. للضحك القدرة على تغيير منظورنا، وتحويل مخاوفنا إلى تحديات يمكن التحكم فيها، وتذكيرنا بأهمية اتخاذ خطوة إلى الوراء.


في المجتمع، يعمل الضحك كرابطة اجتماعية قوية. إن مشاركة لحظة من الضحك مع الآخرين يقوي العلاقات ويحسن التواصل ويجعل من السهل تكوين روابط جديدة. تخلق الفكاهة المشتركة شعورًا بالانتماء ويمكنها حتى المساعدة في حل النزاعات عن طريق تخفيف التوترات.


الضحك في خدمة الإبداع والإنتاجية


الضحك لا يجعلنا أكثر سعادة فحسب، بل يمكنه أيضًا تعزيز إبداعنا وإنتاجيتنا. عندما نضحك، تنفتح أذهاننا على وجهات نظر جديدة وأفكار مبتكرة. يعزز التفكير المتشعب من خلال تشجيع الروابط غير المتوقعة بين المفاهيم التي تبدو متباينة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبيئة العمل التي يتم فيها تشجيع الضحك أن تقلل من إجهاد الموظف وتحسن الرضا الوظيفي، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية.