الأكل باليد مفيد للصحة !

يعود تاريخ اختراع الشوكة إلى روما القديمة، حيث كان يتم استخدامها لأخذ قطع من اللحم من القدر لتفادي خطراحتراق اليد. وظلت الشوكة لعدة قرون أداة غير دائعة الصيت. وتدريجيا أصبح استخدامها شائعا لدى الطبقة البرجوازية ثم ما لبثت أن إنتشرت عند جميع الطبقات الاجتماعية الأخرى.

إن تناول الطعام بأصابع اليد له العديد من الفوائد الصحية العظيمة. في الواقع، يتم تحفيز الشهية عن طريق النظر والرائحة، لكن اللمس يضيف إحساسًا آخر يؤدي إلى تحفيز آليات بيولوجية مهمة لتحسين عملية الهضم. إن ملامسة الأصابع للطعام يتيح للدماغ جمع بيانات مهمة، كدرجة حرارة الطعام وتماسك بنيته. وحالما يتلقى الدماغ هذه المعلومات، يعطي الأمر لسلسلة من العمليات البيولوجية مثل تنشيط أنزيمات معينة مهمة لعملية الهضم. وهذه البروتينات هي ضرورية لتفكيك الطعام إلى جزيئات يسهل على الجسم امتصاصها.

إن استخدام الشوكة يجعل المرء يتناول كميات كبيرة من الطعام في وقت وجيز وبنهم كبير، لدرجة تجاوز عتبة الشبع، لأن الدماغ يستغرق 20 دقيقة ليعرف عتبة أو مستوى شبع المرء. أما من خلال الأكل باليد، تكون كمية الطعام في كل لقمة قليلة، وبالتالي يقل خطر الافراط في تناول الطعام، مما ينتج عنه انخفاض في احتمالية الإصابة بأمراض مثل السكري من النوع2 أو أمراض القلب والشرايين.

إذن فالأكل باليد هو جيد جدا للصحة، لكن يجب أخذ بعض الاحتياطات لتفادي التعرض لخطر التسمم أثناء تناول الطعام. لذلك، قبل الجلوس إلى المائدة، من الضروري غسل اليدين جيدًا. لأن التنظيف الجيد لليدين يزيل البكتيريا المسؤولة عن اضطرابات الهضم. وتبقى البكتيريا الجيدة، التي لا يقضي عليها التنظيف، وهي ضرورية لمقاومة الميكروبات الضارة في جسم الانسان وتحافاظ أيضا على الفلورا المعوية. ما يعني أن الأكل باليدين يساعد ايضا على تحسين نظام مناعة الجسم.

وأخيرا وليس آخرا، تناول الطعام باليد له تأثير على مذاق الطعام أيضا. حيث يتم تنشيط مستقبلات التذوق بشكل أكبر، ما يسمح بالتلذد بجميع النكهات التي يحتويها الطبق، دون أن ننسى أن لمس الطعام قبل نقله إلى الفم يحد من خطر حرق داخل أعلى الفم، مع العلم أن داخل أعلى الفم شديد الحساسية للحرارة، ويمكن أن يتضرر بشدة.