مضادات الأكسدة ليست دائما مفيدة للجسم !

محاربة الشوارد الحرة،Antioxidant،حبوب Super antioxidant من ارمال


تتعرض المليارات من خلايا الجسم للعديد من التهديدات من قبل العديد من الأعداء كل يوم. ومن بين هذه التهديدات الجذور الحرة. وهي مخلفات كيميائية ناتجة عن نشاط خلايا الجسم عند تحول الطعام إلى طاقة. كما أن ممارسة النشاط البدني، التعرض للتلوث أو الشمس تنتج عنه كذلك الجذور الحرة. فالجذور الحرة شر لا بد منه، ولكن إذا لم يحاربها الجسم، فإنها يمكن أن تسبب ضررًا دائمًا للخلايا. ما يؤدي الى تسريع الشيخوخة و الاصابة بالأمراض المزمنة مثل تدهور وظائف المخ والسرطان وأمراض القلب وضعف جهاز المناعة.

دور مضادات الأكسدة

عندما تتراكم الجذور أو الشوارد الحرة بشكل مفرط في الجسم، وهذا ما يسمى بالإجهاد التأكسدي، تتدخل مضادات الأكسدة لتخليص الجسم وإراحته منها، عن طريق كبح نشاطها، مما يمنعها من مهاجمة خلايا الجسم. ومن حسنات مضادات الأكسدة أيضًا أنها تساهم في إصلاح الأضرار التي لحقت بالحمض النووي وتعزز صحة الخلايا.


كل مضاد أكسدة له خصائص فريدة وخصائص بيولوجية. لذلك يجب الحرص على تزويد الجسم من مجموعة واسعة من هذه المضادات، مثل السيلينيوم والفيتامينات A و C و E والزنك، لأنها تصبح أقوى معًا.


يجب الحرص كذلك على أن يكون النظام الغذائي متوازن، وفيه حصص جيدة من الخضار والفاكهة. ويجب تكملة هذا النظام ببعض المستخلصات النباتية الغنية بمضادات الأكسدة.


مضادات الأكسدة تكون ضارة في ظروف معينة

المكملات المضادة للأكسدة (فيتامين C، E، وما إلى ذلك) متاحة بدون وصفة طبية. إلا أن استهلاكها لا يخلو من المخاطر في بعض الحالات.


مضادات الأكسدة يمكن أن تكون ضارة بجرعات عالية

بالجرعات العالية، يمكن أن تكون مضادات الأكسدة سامة. وهذا ما يسميه البعض مفارقة مضادات الأكسدة. في الواقع، يمكن أن يكون للإجهاد التأكسدي المنخفض جدًا، تمامًا مثل الإجهاد التأكسدي المرتفع بشكل مفرط، آثار سلبية على الخلايا. على سبيل المثال، قد تزيد الجرعات العالية من فيتامين C من خطر إعتام عدسة العين، في حين أن هذا الفيتامين المضاد للأكسدة دوره هو التقليل من هذا الخطر !


وقد أظهرت إحدى الدراسات أن تناول جرعة عالية من مكملات فيتامين E (أكثر من 400 وحدة دولية في اليوم) يزيد من خطر الوفاة. وبشكل عام، يفضل استخدام الجرعات الفسيولوجية (قريبة من الجرعات اليومية الموصى بها) بدلاً من الجرعات العالية.


بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تكون مضادات الأكسدة أكثر فعالية إذا كان مصدرها الطعام، وذلك بفضل وجود مادة البوليفينول. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أن عصير البرتقال لديه قدرة مضادة للأكسدة أعلى من المشروبات التي توفر نفس الجرعة من فيتامين C.


تناول مكملات مضادات الأكسدة ساهم في ظهور حالات السرطان

اختبرت العديد من التجارب السريرية تأثير مكملات مضادات الأكسدة على تقليل خطر الإصابة بالسرطان. لكن كان لا بد من إيقاف بعضها بسبب تأثيرها السلبي.


على سبيل المثال، في دراسة CARET (تجربة فعالية البيتا كاروتين والريتينول)، التي بدأت في عام 1985 وكان هدفها تحديد ما إذا كانت المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين (A) وبيتا كاروتين يمكن أن تمنع ظهور سرطان الرئة لدى المدخنين. تم إيقاف التجربة قبل الأوان لأنه بدلاً من تقليل هذا الخطر، أدت المكملات إلى زيادته بنسبة 28%. وكانت الجرعات المستخدمة هي 25000 وحدة دولية من فيتامين (A) (الريتينول) و30 ملغ من البيتا كاروتين يوميًا.


وكذلك، في دراسة SELECT، لوحظ زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بعد تناول مكملات فيتامين E (268 ملغ في اليوم) والسيلينيوم (200 ميكروغرام في اليوم). مكملات فيتامين E تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 17٪.


قد تؤدي مكملات مضادات الأكسدة أيضًا إلى زيادة حالات سرطان الجلد لدى النساء.


الجذور الحرة ليست دائما سامة

ارتبط تراكم الجذور بالعديد من الأمراض : السرطان والسكري وأمراض التنكس العصبي..  ومع ذلك، فإن الكميات الصغيرة من الشوارد الحرة ضرورية لأداء الجسم السليم.


وكذلك، فإن الإجهاد التأكسدي مهم أثناء ممارسة الرياضة. حيث أثناء القيام بمجهود بدني، يتم إنتاج الجذور الحرة. يتم استخدامها كإشارة تسمح للجسم بالتكيف مع المجهود البدني. لذلك، مكملات مضادات الأكسدة ليست بالضرورة جيدة للرياضيين. على سبيل المثال، ثبت أن مكملات فيتامينات C و E تضعف تكيف خلايا الجسم مع المجهود البدني.


فضلا عن ذلك، على الرغم من أن الرياضة تولد الإجهاد التأكسدي، إلا أنها تظل مفيدة للصحة. وهذا ما يطلق عليه مبدأ الإنهاض (Hormesis) : يعني هذا المفهوم أن جرعة منخفضة من الإجهاد التأكسدي يمكن أن تعزز الصحة، لأنها تسمح للجسم بأن يكون مستعدًا بشكل أفضل في مواجهة أضرار أكثر خطورة.


توخي الحذر مع مضادات الأكسدة أثناء علاج السرطان

من المعلوم أن الإجهاد التأكسدي يمكن أن يشارك في نشأة الطفرات المسببة للسرطان. وبعد ذلك، بمجرد نمو السرطان، يمكن أن تكون الجذور الحرة ضارة بالخلايا السرطانية لأنها تسبب موتها من خلال آلية موت الخلايا المبرمج (apoptosis).


يهدف العلاج الإشعاعي المستخدم كعلاج مضاد للسرطان إلى إنتاج كمية كبيرة من الجذور الحرة لتدمير الخلايا السرطانية. يولد العلاج الكيميائي أيضًا إجهادًا مُؤَكسِدًا كبيرًا.


في هذه الحالة، فإن تناول مكملات مضادات الأكسدة في نفس الوقت مع العلاج المضاد للسرطان فكرة غير جيدة ! لأن مضادات الأكسدة يمكن أن تساعد الخلايا السرطانية على البقاء على قيد الحياة ضد الإجهاد التأكسدي ! ولذلك فمن الأفضل استشارة الطبيب المختص قبل تناول مكملات مضادات الاكسدة.