في مطلع القرنين التاسع عشر والعشرين، اكتشف الزوجين (بيير وماري كوري) الراديوم. واستخدامته في الطب، ولا سيما في علاج بعض أنواع السرطان، زادت من شهرة هذا العنصر المشع. حتى الخمسينيات من القرن الماضي، تم استخدامه أيضًا في مجالات أخرى، قبل أن يتم حظره تدريجياً.
بدايات استخدام الراديوم
لكن الراديوم كان يستخدم بكميات قليلة جدًا. وقد استخدم أيضا في بعض المشروبات وحتى في مياه بعض محطات المعالجة. وفي ذلك الوقت اعتُبر الراديوم نوعًا من المواد المعجزة التي تكافح الشيخوخة.
وكان صانعو الساعات يستخدمونه في صناعة الساعات والمنبهات، لجعل عقارب الساعة مضيئة. واستخدم كذلك في صناعة قضبان الصواعق وحتى في صناعة بعض الملابس الداخلية. حيث يعتقد أن خلط النسيج مع الراديوم، يمكن أن يجعله اكثر دفئا.
وقد وصل الأمر الى حد اختراع أجهزة لإنتاج مياه مشعة (محتوية على الراديوم) اشتهرت بخصائصها المنعشة.
مخاطر الراديوم
ولكن هذا الحظر لم يثني صناع الساعات عن استخدام الراديوم حتى الخمسينيات من القرن الماضي. وفي عام 1976، تقرر التخلي نهائيا عن الراديوم حتى في العلاجات الطبية التي تعتمد العلاج بالأشعة.
دفاتر (ماري كوري) مازالت مشعة لليوم !
كانت (ماري كوري) أول شخص يحصل على جائزة نوبل في مجالين علميين منفصلين (الفيزياء والكيمياء) لاكتشافها البولونيوم والراديوم. وهي أيضًا الوحيدة، في صفوف العلماء، التي حصلت على هذه الجائزة المرموقة مرتين.
ومع ذلك، احتوت بعض أبحاثها على عناصر مشعة
تمامًا مما أثر سلبًا على صحتها. أصيبت بسرطان الدم بسبب التعرض الكبير للنشاط
الإشعاعي، وتوفيت. كما تعرضت دفاتر أبحاثها للكثير من الإشعاع لدرجة أنه لا يزال من
غير الممكن لمسها بأمان حتى اليوم.