ما هي الحقيقة حول اللقاحات الجديدة ؟

 

علاج الزكام بالليمون، علاج الزكام المستمر للكبار، علاج الزكام من أول مرة، علاج الزكام وسيلان الأنف، علاج الزكام في البيت للأطفال، علاج الزكام والصداع، علاج الزكام للحامل، علاج الزكام للاطفال، علاج أمراض الشتاء، طرق الوقاية من أمراض الشتاء، أسباب أمراض الشتاء، أمراض الشتاء، تأثير فصل الشتاء على الإنسان، أمراض الشتاء الجلدية، أمراض الشتاء عند الأطفال، أمراض الشتاء بالانجليزي

اللقاحات التي يتم تحضيرها اليوم لمواجهة جائحة كورونا ليست هي اللقاحات التقليدية التي عهدناها. في الواقع هذه اللقاحات تعتمد على تقنية جديدة تمامًا. حيث لم يتم استخدام هذا النوع من اللقاحات بشكل شمولي من قبل، وليست هناك أي دراية على الإطلاق فيما يخص آثارها الجانبية. فهذه اللقاحات مختلفة تماما عن اللقاحات التقليدية التي نعرفها منذ فترة طويلة.


وللتذكير، فإن اللقاحات التقليدية تتجلى في  حقن فيروسات حية ولكن تم ’’توهين‘‘ خطورتها. كما هو الحال مع اللقاحات ضد الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، والجدري، والسل (BCG) أو الفيروسات العجلية. 


وتتمثل إحدى طرق تصنيع هذه اللقاحات في إضعاف أو توهين الفيروس عن طريق زرعه على خلايا من نوع آخر، بحيث يصبح غير قادر على التكاثر لدى البشر. وميزة هذه التقنية هي أن هذه اللقاحات تحاكي إلى حد بعيد العدوى "الطبيعية"، مما يسمح باستجابة مناعية طبيعية قوية.


ولكن هذا أيضًا ما يعيبها : فنظرًا لأن هذا التطعيم شبيه بعدوى طبيعية، فإنه يمكن أن يسبب المرض (الذي يحاول منح مناعة ضده) لدى الأشخاص ذوي صحة هشة، خاصة أولئك الذين لم يعد لديهم جهاز مناعة نشط (مثل الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة).


وهناك فئة أخرى من اللقاحات التقليدية، التي تعتمد تعطيل أو كبح نشاط الفيروس وأشهرها لقاح الإنفلونزا. وفي هذا النوع من اللقاحات، لا يتم توهين أو إضعاف خطورة الفيروس بل يتم تعطيله أي قتله بالحرارة أو بـ ’’الفورمالديهايد‘‘، وهي مادة شديدة السمية و(مسرطنة للإنسان).


والمشكلة مع هذه اللقاحات (التي فيها الفيروسات ميتة) هي أنها تخلق استجابة مناعية أضعف، ما يستوجب عادة جرعات متعددة وتطعيم على عدة فترات.


في كلتا الحالتين، هذه اللقاحات التقليدية، غير ملائمة تمامًا لفيروس كورونا، وذلك لسبب بسيط : وهو أن إنتاجها يستغرق وقتًا طويلاً ! لأنها تحتوي على فيروسات حقيقية، التي يجب استزراعها في المختبر الشيء الذي يستغرق عدة أشهر.


وهذا هو السبب في أن اللقاحات الجديدة التي تم الإعلان عنها تستخدم تقنيات جديدة تمامًا، لأنها تعتمد على الحمض النووي أو الحمض النووي الريبي الرسول.


لكن هناك أيضا لقاحات تستخدم تقنية جديدة مخالفة للقاحات التقليدية واللقاحات الجديدة. حيث تستخدم هذه اللقاحات فقط  أجزاء معينة من الفيروس، وليس الفيروس الكامل (المعطل) أو المعدل (المُوهَّن). ولايتم استخراج هذه الأجزاء من الفيروسات : وإنما يتم تصنيعها في المختبر، عن طريق التلاعب الجيني (التعديل الوراثي).


والمشكلة أنه كلما ابتعدنا عن الفيروس ’’الطبيعي‘‘، زادت احتمالية عدم التعرف عليه من قبل الجهاز المناعي وبالتالي يصير اللقاح غير فعال.


ولهذا السبب فإن هذه اللقاحات أيضا تتطلب في كثير من الأحيان جرعات عديدة لتصير فعالة (3 جرعات في 6 أشهر لالتهاب الكبد ب) وكذلك مواد تساعد على تقويتها والتي يُحتمل أن تكون خطرة مثل الألومنيوم.


تُشكِّل أجزاء الفيروسات المعدلة وراثيًا ميزة كبيرة للمختبرات، ما يغنيها عن زراعة الفيروسات على الخلايا. حيث يتم تصنيع أجزاء الفيروس مباشرة، مما يوفر لها الكثير من الوقت والمال.


ولكن مع هذه الأجزاء التي تم تصنيعها عن طريق التلاعب الجيني، فإننا بعيدون جدًا عن الفيروس ’’الطبيعي‘‘. وبالتالي قد يتسبب هذا في دفع الجهاز المناعي الى التصرف بشكل غير طبيعي.


لكن دعونا نعود الى اللقاحات الجديدة. وأشهرها هي لقاحات ’’فايزر‘‘، ’’مودرنا‘‘، و ’’استرازنكا‘‘. حيث تتميز بكونها غير مكلفة وسريعة الإنتاجوذلك لأن تصنيعها لا يحتاج إلى استزراع فيروس كورونا في المختبر. ولاحتى على تصنيع أجزاء الفيروس عن طريق التعديل على الجينوم.


فالتقنية التي تعتمد عليها هذه اللقاحات الجديدة هي حقن ’’رسالة‘‘ تطلب من خلايا الجسم أن تصنع بنفسها جزءًا من الفيروس.. وهذا الجزء من الفيروس هو الذي يخلق ردة فعل النظام المناعي.


قد تبدو هذه التقنية ضربا من الخيال العلمي، ولكن في الوااقع، أصبحت حقيقة : فلقاحات الحمض النووي (DNA) والحمض النووي الريبي (RNA) تتجلى في حقن ’’كود‘‘ أو ’’شفرة‘‘ جينية في خلايا الجسم، وهذا الكود يملي عليها صنع جزء من فيروس كورونا (كوفيد-19). 


ولكي ينجح الأمر، يجب أن يصل هذا الكود الجيني إلى الخلية. وهذا الأمر في حد ذاته رهان كبير، لأن العلماء لم يسبق لهم أن قاموا بذلك على نطاق واسع.


ولهذا السبب فجامعة أكسفورد (لقاح استرازينكا)، والروس (لقاح سبوتنيك) قرروا اعتما ناقل ’’a vector‘‘ للتأكد من وصول رسالة (الحمض النووي الريبي) إلى الخلية.


فما هو هذا الناقل ؟ إنه فيروس آخر، الفيروس الغدي (adenovirus)، وهو نظريًا غير ضار، ولكنه يتمتع بقدرة كبيرة على دخول الخلايا بسهولة.


وقد اختار الإنجليز في أكسفورد استخدام ’’فيروس غدي‘‘ من الشامبانزي، معروف بأنه لايشكل أي خطر على البشر، بينما أراد الروس وضع كل الحظ إلى جانبهم باستخدام فيروس غدي بشري ضعيف.


ولكن وكما هو الحال دائمًا مع اللقاحات، تكمن المشكلة في إيجاد توازن بين الفعالية والمخاطر الصحية.


لقد قام الروس بمجازفة أكبر باعتمادهم ناقلين اثنين من الفيروس، لأنهم يريدون التأكد من وصول الرسالة الجينية إلى الخلية، وأن يكون اللقاح فعال. أما البريطانيون فقد اكتقوا بناقل فيروسي واحد مُكوَّن من فيروسات الشمبانزي.


وفي الجهة الأخرى هناك الأمريكيون، ’’موديرنا‘‘ و’’فايزر‘‘. الذين اختاروا الاستغناء عن ناقل مكون من فيروس ’’طبيعي‘‘ تمامًا. وبدلاً من ذلك، صنعوا ’’غلافًا اصطناعيًا‘‘ مكونًا من جزيئات نانَوِية من الدهون كوسيلة نقل للوصول إلى الخلية. ويبدو أن هذا الرهان قد ’’نجح‘‘، حيث أظهرت النتائج الأولية أن هذا اللقاح كان ناجحًا جدًا في خلق استجابة مناعية، وبالتالي في الوصول إلى الخلايا.


ولكن يبقى السؤال هو ما مدى فعالية هذه اللقاحات الجديدة ضد المرض ولكم من الوقت ؟ وأيضا ما هي عواقبها على البشر؟


إنها المشكلة الكبيرة التي سيواجهها العالم كله. لأن هذه اللقاحات الجديدة هي ثورة وتكنولوجيا جديدة لا يمكننا توقع نتائجها.