هل يمكن النجاة من انفجار كما في الأفلام ؟

 

عبوة ناسفة، قنبلة، ألغام، انفجار، حرب، عسكر، الجنود، أمريكا، سوريا، روسيا

يعود تاريخ القنابل إلى آلاف السنين. كانت أقدم أسلاف هذه الأسلحة عبارة عن أجهزة بدائية تستخدم مواد مثل البارود والكبريت والملح الصخري. يعود الفضل إلى الصينيين في القرن التاسع في اكتشاف البارود، وهو عنصر أساسي في تطوير المتفجرات. كانت المظاهر الأولى لهذه الاكتشافات عبارة عن ألعاب نارية، تستخدم لأغراض احتفالية، ولكن سرعان ما تم تكييفها للأغراض العسكرية.


في العصور الوسطى، تم استخدام البارود تدريجياً في المدافع والقنابل، وهي أسلحة من شأنها أن تحدث ثورة في أسلحة الحرب. سمحت المدافع بإطلاق نيران بعيدة المدى أكثر دقة وقوة، مما أدى إلى تغيير ديناميكيات الحصار والمعارك. خلال عصر النهضة، ظهرت القنابل اليدوية في مجموعة متنوعة من الأشكال، بدءًا من نماذج الحديد إلى الإصدارات الزجاجية المملوءة بالبارود. حيث كان يتم رميها باليد لإلحاق الضرر بقوات العدو.


شهد القرن التاسع عشر ازدهارا صناعيا، مما أدى إلى تقدم كبير في صناعة المتفجرات. أحدث الديناميت، الذي اخترعه "ألفريد نوبل" عام 1866، ثورة في أساليب التدمير ومهد الطريق لإنشاء قنابل أكثر قوة. شكلت الحرب العالمية الأولى نقطة تحول رئيسية في استخدام القنابل والقنابل اليدوية. واجهت القوات جيلًا جديدًا من المتفجرات، بما في ذلك القنابل اليدوية والقنابل الجوية، والتي تستخدم لإزاحة دفاعات العدو وخرق خطوط العدو.


شهدت الحرب العالمية الثانية إنتاج المزيد من القنابل المتطورة، بما في ذلك القنابل الحارقة والقنابل الذرية التي ألقيت على "هيروشيما" و"ناغازاكي". شكلت قوة هذه الأسلحة نقطة تحول في تاريخ الحرب ودفعت إلى سباق التسلح النووي خلال الحرب الباردة. خلال هذه الفترة، تنام إنتاج القنابل اليدوية والقنابل العنقودية أيضًا لفائدتها التكتيكية، وخلقت آثارًا مدمرة على قوات العدو والبنية التحتية.


على مدى العقود القليلة الماضية، استمر التقدم التكنولوجي في تشكيل القنابل والقنابل اليدوية الحديثة. حسنت أنظمة التوجيه والاستهداف الدقيقة من فعالية الضربات الجوية والصواريخ. كما أضافت الطائرات المسلحة بدون طيار بعدًا جديدًا لاستخدام المتفجرات، مما أتاح الهجمات المستهدفة من مسافة بعيدة. ومع ذلك، أثار استخدام هذه الأسلحة أيضًا أسئلة أخلاقية وإنسانية، بسبب الأضرار الجانبية التي غالبًا ما تلحق بالمدنيين.


قوة الإنفجار المدمر للقنابل

في العديد من الأفلام يتكرر نفس المشهد :  تحت قوة انفجار عبوة ناسفة يُلقى البطل بعيدا في الهواء. ثم ينهض على الفور، وينفض الغبار عن نفسه، ويتابع وجهته في عجل !


في الواقع، المشهد بعيد عن الواقع تمامًا. لأن موجة قوة الانفجار ليست موجة من الهواء يمكن ركوبها كركوب امواج البحر. فحتى بدون شظايا مشتعلة ومتطايرة، فإن موجة الانفجار تعتبر خطيرة. لأن الموجة الصوتية الصادرة عن الانفجار تخترق الجسم وتنتشر فيه بسرعة تفوق سرعة الصوت، مما يتسبب في تزحزح الأعضاء من مكانها بسرعة نسبيا كبيرة اعتمادًا على كثافتها. وينتج عن هذا أضرار تسبب الجروح والنزيف داخل هذه الأعضاء.


وارتداء درع واقي مثل الذي يرتديه خبراء إزالة الألغام لا يكفي للحماية من الانفجار، لأن الموجة يمكن أن تخترقه - وهو ما يظهر جليا في الفيلم الأمريكي (The Hurt Locker)، الذي تحاول فيه، خلال حرب العراق، فرقة عسكرية أمريكية مختصة في إزالة الألغام، بقيادة الرقيب (جيمس)، تفكيك العديد من العبوات الناسفة في المنطقة.