هل أصيب الفيلسوف (نيتشه) بالجنون في نهاية حياته ؟

 

الأخلاق عند نيتشه، مقالات نيتشه، أقوال نيتشه عن الله، ملخص أفكار نيتشه، كيف مات نيتشه، الدين عند نيتشه، هل نيتشه ملحد، نقد نيتشه

كان فريدريك نيتشه فيلسوفًا وناقدًا ثقافيًا وفيلسوفًا وملحنًا ألمانيًا عاش من عام 1844 إلى عام 1900. وكان معروفا بأعماله في الفلسفة المعاصرة وتأثيره العميق عليها. ظلت فلسفة نيتشه موضوع الكثير من الجدل والتأويل، وقد تم تطبيق أفكاره الفلسفية في مختلف المجالات، بما في ذلك علم النفس والأدب والفن. كان تأثير نيتشه على الفلسفة عميقاً لدرجة أنه غالباً ما يعتبر أحد أهم فلاسفة العصر الحديث. في السنوات العشر الأخيرة من حياته، عانى نيتشه من انهيار عقلي دخل على إثره في حالة من الصمت حتى وفاته.


في عام 1889، تم إيداع الفيلسوف (فريدريك نيتشه) في مصحة للأمراض العقلية في سويسرا. حيث غرق شيئًا فشيئًا في جنون لم يتعافى منه بعد ذلك أبدًا. وظلت أسباب هذا التدهور العقلي موضوع العديد من الفرضيات.


نوبة جنون


 عان (نيتشه) طوال حياته، من صحة متردية. حيث كان يعاني من الغثيان والصداع النصفي الشديد. وخلال فترة معينة من حياته، أصابته نوبة شلل، وربما حتى أنه أصيب بمرض الزهري.


لكن في يناير 1889، بدأت صحته العقلية في التدهور. عندما كان في زيارة خاطفة لمدينة (تورينو) الإيطالية، لمح سائق عربة يضرب حصانه. فانتابته نوبة مفاجئة، فاندفع وأحاط عنق الحصان بذراعيه. وأجهش بالبكاء.


اجتمع المارة حوله، لكنه هددهم وصرخ في وجههم بالتراجع. كانت النوبة شديدة ما دفع بالسلطات الى إرسال الفيلسوف الى مصحة (بازل) في سويسرا. في البداية، ظهرت عليه أعراض جنون العظمة وكان يهدي بكلام غير منطقي، معتبرا نفسه المسيح وحتى (لديونيسوس)، إله البدخ في أساطير اليونان.


ثم، شيئًا فشيئًا، غرق نيتشه في صمت لم يخرج منه حتى وفاته في أغسطس 1900.


جدل حول أصل مرضه


منذ وفاة الفيلسوف نيتشه، تم طرح العديد من الفرضيات لمحاولة فهم أصل الجنون الذي أصابه. وقد قال البعض أن السبب هو مرض الزهري.


لكن لم تثبت إصابة الفيلسوف بهذا المرض. وتحدث الأطباء عن ورم أصابه في المخ. حيث عان والد نيتشه أيضا من ذلك. كما قيل أيضا أن السبب كان مرض آخر للجهاز العصبي المركزي.


ومن الممكن أيضًا أن يكون مؤلف كتاب (هكذا تكلم زرادشت) قد عانى من اضطراب نفسي وراثي إلى حد ما. في الواقع، كان والده قد عانى أيضا، في نهاية حياته، من اضطرابات نفسية حرمته من الكلام.


وفقًا لأخت نيتشه، فإن جنون شقيقها كان بسبب تأثيرات الأدوية التي تناولها الفيلسوف للتخفيف من الصداع النصفي الذي كان ينتابه.


على الرغم من أن نيتشه لم يحقق شهرة كبيرة خلال حياته، إلا أن فلسفته كان لها تأثير كبير بعد وفاته. تم تبني أفكاره وتأويلها من قبل مختلف الحركات الفلسفية والأدبية والسياسية في القرن العشرين، بما في ذلك الوجودية والسريالية وما تيار بعد الحداثة.


من أشهر مفاهيم نيتشه مفهوم Übermensch، وغالبًا ما يُترجم إلى "الرجل الخارق" أو "سوبرمان". وفقًا لنيتشه، فإن السوبرمان هو نموذج مثالي للسمو الذاتي والإنجاز الشخصي، خارج الحدود التي تفرضها الأخلاق والمجتمع. غالبًا ما يتم تأويل هذا المفهوم بشكل خاطئ ويتم استخدامه لأغراض أيديولوجية.


غالبًا ما ارتبط نيتشه بعبارة "موت الإله". ظهرت هذه الجملة لأول مرة في مؤلفه "هكذا تكلم زرادشت". غالبًا ما يتم تأويلها على أنها نقد للدين والإيمان بإله متعالِِ، مؤكداً على حاجة الإنسان لخلق قيم لنفسه.


بعد أن فقد بصره في عام 1879، بدأ نيتشه باستخدام قلم كتابة خاص يسمى "Malling-Hansen Writing Ball". لقد كان نوعًا من الآلات الكاتبة البدائية التي سمحت له بتأليف أعماله باستخدام اللمس بدلاً من الرؤية.


كان نيتشه مولعا بالموسيقى وكان يؤمن بقدرتها على تجاوز حدود الفكر العقلاني. كتب عن الموسيقى في العديد من مؤلفاته، لا سيما في مؤلفه قضية فاغنر (بالألمانية : Der Fall Wagner) و "هكذا تكلم زرادشت"، وتأثر بشكل خاص بموسيقى فاغنر.