تشترك النعامة مع الزرافات في امتلاكها رقبة أطول من معظم الحيوانات الأخرى. ولكن ما هي الفائدة التي يمكن أن تجنيها من طول العنق هذا ؟
تم وضع العديد من الفرضيات حول طول أعناق النعام والزرافات. أولا، يسهّل العنق الطويل جدًا لهذه الحيوانات لها البحث عن الطعام. حيث من المعروف مثلا أن الرقبة الطويلة للزرافات تسمح لها بالقضم على أوراق الأشجار المرتفعة.
العنق الطويل لهذه الحيوانات يسمح لها أيضا بمراقبة محيطها بسهولة أكبر واكتشاف أو رصد الحيوانات المفترسة المحتملة بسرعة أكبر. ومن شأن هذا العنق أيضا أن يبرز صرخات ذكور النعام التي تغازل الإناث.
أعناق طويلة وفريدة
يقترح بحث جديد أسبابًا أخرى لامتلاك هذه العنق الطويل. في الواقع، بالنسبة لبعض الباحثين، تسمح رقبة طيور النعام لها بتنظيم درجة حرارة رؤوسها.
وبالتالي، فإن هذا العنق الطويل سيعزل الرأس بشكل أفضل ويسمح للنعامة بالبقاء منتعشة، خاصة في حالة الحرارة العالية. باختصار، هذا العنق الطويل هو بمثابة مكيف الهواء.
من خلال فحص عظام الأنواع القديمة من الزرافات، لاحظ العلماء، من جانبهم، الصلابة الشديدة لفقرات العنق لدى هذه الحيوانات. وخلصوا إلى أن هذه الأعناق القوية للغاية يمكن استخدامها كأسلحة في المعارك التي يتعارك فيها الذكور أثناء التزاوج.
هل تحشر النعامة رأسها في الرمال ؟
تقوم النعامة بدفن رأسها في الأرض أو الرمال عندما تشعر بالخطر. ويعتقد كثيرون أن هذه الممارسة الغريبة لهذه الطيور هي نتيجة الغباء الممزوج بالجبن.
في الواقع، هذا غير صحيح. لا تقوم النعامة بدفن رأسها في الرمال. هذه فكرة مغلوطة. وكان أول من أشاعها الكاتب وعالم الطبيعة (بلينيوس الأكبر)، الذي عاش في القرن الأول الميلادي.
هذه الفكرة، كررها العديد من المؤلفين الآخرين من بعده. لكن لم يكلف أحد نفسه العناء الى الذهاب لرؤية النعامة "بشكل مباشر". لذا لا، النعام لا يقوم بدفن رأسه في الرمال، لأن هذا سيمنعه من التنفس.
طائر النعام ليس غبيًا، والدليل على ذلك هو قدرته على معرفة كيفية استخدام السراب، الذي يظهر في الصحاري حيث يعيش، لحماية نفسه من الحيوانات المفترسة.
معلومات عن طائر النعام
وإذا استشعرت النعامة الخطر تركل وترفس بساقيها الكبيرتين إذا ما اضطرت للدفاع عن عشها ويتحول أحد أصابعها إلى سلاح فتاك ضد كل من يجرؤ على مهاجمتها. يصدر ذكر طائر النعام صوتا غريبا يشبه زئير الأسد به همسة غريبة من أجل إبعاد الحيوانات عن حدوده.
تأكل النعامة النباتات وأحيانا تأكل أيضا الزواحف والكثير من الرمال لكي تساعدها على هضم (طحن) الطعام.
من بين جميع الطيور، فقط النعام لديه مثانة !
عند الثدييات، التبول هو العملية التي يتم من خلالها إخراج البول من المثانة وطرده من الجسم. لدى الطيور الأمر مختلف، في الواقع، الطيور لا تملك مثانة باستثناء طائر النعام.
الطيور لها فتحة واحدة فقط، التي يطلق عليها اسم (البالوعة). تقوم كِلية الطيور بتصفية الدم وإنتاج الفضلات، الغنية بحمض البوليك ولكن منخفضة اليوريا، والتي تنتهي في البالوعة، حيث تختلط مع فضلات الجهاز الهضمي.
والنتيجة هي مزيج سائل إلى حد ما يشبه العجينة وبمظهر مائل للبياض، الذي يتم التخلص منه من خلال البالوعة. هذا الخليط غني بالنيتروجين والفوسفات، أي أنه سماد جيد، ويمكن استخدامه لتخصيب التربة.