لماذا تم اضطهاد الأشخاص العُسر؟

الأعسر في الإسلام، سلبيات الأعسر، اليد اليسرى والذكاء، أعسر القدم وايمن اليد، سبب استخدام اليد اليسرى، أضرار الكتابة باليد اليسرى، مشاهير اليد اليسرى، اليوم العالمي لمستخدمي اليد اليسرى

يمثل الأشخاص العُسر ما بين 10 و 15٪ من السكان. يولدون مع هذه المَلَكة، لأنها من أصل جيني إلى حد كبير.


منذ القرن التاسع عشر، على وجه الخصوص، و مع بدء التعميم التدريجي للتعليم الابتدائي، صار الأشخاص العُسر ضحايا لتمييز حقيقي. لم يُسمح لهم على الإطلاق باستخدام يدهم اليسرى للكتابة.


وقد ذهب بعض الأساتذة إلى حد ربط أيديهم اليسرى خلف ظهورهم لمنعهم من استخدامها. والبعض الآخر لم يتردد في ضربهم. كلهم كان لديهم نفس الهدف : إجبارهم على الكتابة باليد اليمنى.


وكان من الضروري الانتظار حتى الستينيات حيث تم التخلي عن هذه الممارسات القسرية. من ذلك الوقت، سُمح لأطفال المدارس باستخدام يدهم اليسرى.


صحيح أن الكتابة بالنسبة لهم مهمة أكثر صعوبة. في الواقع، يبدو أن الكتابة الغربية، التي تلزم الشخص الأعسر بالكتابة من اليسار إلى اليمين، ليست مصممة لهم. يعاني الأعسر أو الأشول كثيرا في الكتابة ولا يرى حتى ما يكتبه.


لكن لماذا هذا النبذ ​​تجاه الأشخاص العُسر ؟ إنه يأتي من حقيقة أنه، في المفهوم المانوي للعالم، فإن اليسار يعارض اليمين. وفي هذه المعركة، ليست اليد اليسرى هي صاحبة الدور الجميل.


في الواقع، لطالما اعتُبر اليمين هو الجانب الجيد للأشياء. اليمين هو أفضل مقعد بجانب ضيف الشرف. جاء في الديانة المسيحية، أنه في نهاية الدّينونة الأخيرة، سيأخذ المختارون مكانهم عن يمين الله، والمُفتقدون على اليسار، حيث ينتظرهم الجحيم.


لهذا السبب، في الحياة اليومية، لا يمكن استخدام اليد اليمنى إلا الأشياء النبيلة. عند تناول الطعام، باليمين نحمل الشوكة، والسكين، في اليد اليسرى، يقتصر على مهمة ثانوية.


أما اليد اليسرى فهي "اليد الدنيئة" التي لا يمكن استخدامها إلا لأداء مهام بسيطة مثل تنظيف الأنف. لذلك ليس من المستغرب، في ظل هذه الظروف، أن يكون عمل الكتابة، وهي مهمة نبيلة إن كانت كذلك، لفترة طويلة حكرا لليد اليمنى.