أصيب برصاصة في رأسه فأصبح يرى العالم بالمقلوب !

الجزء المسؤول عن التفكير في الدماغ، أجزاء الدماغ ووظائفها، مكونات الدماغ ووظائفها ، بحث حول الدماغ ، دماغ الإنسان ومكوناته، تعريف الدماغ البشري، تشريح الدماغ

إنها قصة غامضة حدثت في عام 1938، أثناء الحرب الأهلية الإسبانية، ولا يزال العلماء يدرسونها حتى اليوم. استيقظ رجل أصيب برصاصة في رأسه ليرى العالم مقلوبًا، أي أن دماغه كان يرى اليمين يسارًا والعكس صحيح، ولكن أيضًا كان يرى اتجاه الحروف معكوسا و يسمع الأصوات بشكل معكوس كذلك.


أثناء الحرب في إسبانيا، في نهاية الثلاثينيات، أصيب رجل برصاصة في رأسه. لقد نجا بأعجوبة من هذه الإصابة الخطيرة، وحالته لم تكن تستدعي حتى الجراحة. لكن هذا الشخص، الذي أطلق عليه الأطباء اسم "المريض م" (بالإنجليزية : the patient M)، عانى بارغم من ذلك من عواقب الطلق الناري الذي تعرض له. في الواقع، لقد فقد القدرة على استخدام العين اليسرى. وبجانب هذا، لاحظ أمرا غريبا.


كان المريض (M) يرى، يسمع ويلمس العالم بالمقلوب

لقد لاحظ، في الواقع، أنه أصبح يرى العالم مقلوبًا. إذا كان شخص ما عن يساره فإنه يراه عن يمينه. وإذا كان يستطيع قراءة الحروف بشكل طبيعي، فيمكنه أيضًا قراءتها رأسًا على عقب.


لكن طريقة رؤيته للعالم الفريدة هذه لم تطل الرؤية فحسب. بل تأثر السمع واللمس بنفس القدر. وهكذا، عندما يأتي صوت من اليسار، يسمعه "المريض م" بأذنه اليمنى كأنه قادم من اليمين.


وإذا تم لمس ذراعه اليمنى، فإنه يشعر بهذا الإحساس في ذراعه اليسرى. وقد عانى هذا الرجل من ظواهر أغرب من ذلك.


في الواقع، لم يكن "المريض م" يرى دائمًا الألوان بالطريقة التي نراها بها نحن ! كان لديه أحيانًا انطباع غريب بأن الألوان تنفكّ عن الأجسام. وكان أيضًا يرى الأشياء في ثلاث نسخ.


هذه الحالة الغريبة والفريدة من نوعها أذهلت الأطباء و في نفس الوقت خولت لهم فهما أعمق لكيفية عمل الدماغ. حتى ذلك الوقت، كان الأطباء يرون الدماغ على أنه مجموعة من المناطق.


إذا دمرت إحدى المناطق بأي سبب كان، تتأثر الوظيفة المتعلقة بالجزء المصاب من الدماغ. لكن قصة المريض M جعلت من الممكن اعتبار الدماغ ككتلة وحادة ديناميكية، تتواصل أجزائه المختلفة مع بعضها البعض.


وبالتالي، فإن إصابة منطقة ما في الدماغ سيؤدي إلى اختلال التوازن العام لهذا الأخير. ومع ذلك، لم تمنع رؤية العالم رأسًا على عقب المريض الغامض M من عيش حياة طويلة. حيث عاش حتى نهاية التسعينيات، وظلت هوية هذا الرجل الذي ساعد الطب على فهم كيفية عمل الدماغ البشري سرا أخذه معه لقبره.