رغم كونها صارت أقل شيوعا في المنازل، فإن مواقد الغاز أو أفران الغاز ليست آمنة للصحة. في الواقع، تطلق هذه المواقد جزيئات ثاني أكسيد النيتروجين، وهي نفس الملوثات التي نجدها في عوادم السيارات.
في السنوات الأخيرة، فقدت مواقد الغاز شعبيتها. وإذا كان الغاز يسمح، على عكس المواقد الكهربائية أو مواقد الطبخ بالتحريض، بتوفير فاتورة الطاقة، فهو مع ذلك أكثر خطورة. وبحسب الخبراء، فإن 98% من حوادث الغاز والتسربات والانفجارات التي تعزى إلى الغاز الطبيعي تكون بسبب تقادم المواقد أو عدم صيانة هذه الأجهزة أو بسبب السلوك المتهور. مرة أخرى في قفص الإتهام، تعتبر مواقد الغاز في الواقع أكثر ضررًا مما كنا نعتقد. وكدليل على ذلك، أشارت دراسة جديدة إلى وجود تركيزات كبيرة من ثاني أكسيد النيتروجين، وهو غاز مهيج للقصبات الهوائية، والذي يلعب دورًا مهمًا في تلوث الغلاف الجوي.
الطبخ بالغاز: «تهديد صامت» للمنازل
يعد ثاني أكسيد النيتروجين، إلى جانب أكسيد النيتريك، أحد المؤشرات الرئيسية لتلوث الهواء وهو سبب الترسبات الحمضية. غالبًا ما يرتبط بانبعاثات السيارات، كما أنه موجود أيضًا في مواقد الغاز في المطبخ. ويحذر العلماء من أن مواقد أو أفران الغاز تشكل بهذه الطريقة "تهديدا صامتا" للمنازل. في دراسة جديدة أجرتها منظمة CLAPS غير الحكومية بالشراكة مع جمعية Respire، علمنا أن مستويات تركيز ثاني أكسيد النيتروجين أعلى بمقدار الضعف تقريبًا في البيوت (53٪) التي تلجأ إلى غاز الطهي مقارنة بتلك التي تفضل الطبخ بالكهرباء. وفي المتوسط، تم تجاوز الحدود اليومية التي حددتها منظمة الصحة العالمية خلال 3 أيام من أصل 13 يومًا من الاختبار، مع عواقب وخيمة على الصحة، وخاصة صحة الأفراد الأصغر سنًا.
زيادة خطر الإصابة بالربو لدى الأطفال بنسبة 20%
وفقًا لـ "توني رينوتشي"، رئيس جمعية Respire، "يؤدي موقد الغاز إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بنسبة 20٪". وبحسب دراسة أخرى عن الآثار الجانبية للطهي بالغاز نشرت في يناير/كانون الثاني 2023، تم تحديد أعراض الربو المرتبطة بمواقد الغاز على 14885 طفلا. علاوة على ذلك، فإن هذه الملوثات تنتقل وتمتد إلى غرف أخرى (غرف النوم وغرفة المعيشة وغيرها) حيث يكون خطر استنشاق هذا الغاز كبيرًا أيضًا.
وللحد من المخاطر، تصر جمعية Respire على ضرورة استبدال الغاز بالكهرباء وتعزيز التهوية، على الرغم من أن "هذا لا يزال غير كاف لمواجهة هذه المشكلة"، حسب الباحثين. وفي كلتا الحالتين، يجب الانتقال إلى طبخ أنظف. "لم يعد بإمكاننا أن نغض الطرف عن المخاطر المرتبطة بالطهي بالغاز! إنها قضية صحة عامة يجب أن يتعامل معها المسؤولون الحكوميون بشكل مباشر".