لقد فقد شراب الكحة أو السعال، الذي يباع في الغالب دون وصفة طبية، شهرته السابقة. والآن، يحذر الأطباء من استخدامه، الذي يمكن أن يكون عديم الفائدة في أحسن الأحوال، وفي أسوأ الأحوال يؤدي إلى تفاقم المرض. دعونا نكتشف معًا الأسباب التي تجعل من الأفضل الاستغناء عن مثبطات السعال هذه.
نقص المكونات النشطة الفعالة
إذا كان يتم بيع شراب الكحة أو السعال بدون وصفة طبية، فذلك لأن جرعات المكونات النشطة التي يحتوي عليها آمنة، وبالتالي فهي منخفضة جدًا بحيث لا تسبب تأثيرًا علاجيًا حقيقيًا. وهذا ما يوضحه المتخصصون في التهابات الجهاز التنفسي، الذين يوصون بعدم استخدام أدوية الكحة المتوفرة في الصيدليات دون وصفة طبية. سواء كانت أدوية مرجعية للمعالجة المثلية أو شرابًا تقليديًا، لم يُظهر أي منها فعالية حقيقية مقارنة بالعلاج الوهمي.
بالنسبة للأطفال، شراب الكحة يحتمل أن يكون خطيرا
ينبغي اعتبار الكحة أو السعال أحد أعراض حالة مرضية مثل نزلة برد. يختفي هذا العرض من تلقاء نفسه عندما يتعافى المريض، فلا فائدة من محاولة إخفاء الكحة بدواء لم تثبت فعاليته. من ناحية أخرى، فإن الرغبة في تهدئة السعال عند الأطفال يمكن أن تؤدي إلى تأخير الاستشارة الطبية إذا كان المرض أكثر خطورة. على العكس، ينبغي السماح للسعال بالظهور من أجل مراقبة تقدم الزكام واستشارة الطبيب إذا استمر السعال أو تفاقم، مما يشير إلى الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية أو الربو.
تحتوي شرابات الكحة أو السعال أيضًا على مواد لا يتحملها الأطفال الصغار بشكل جيد. على سبيل المثال، "الكوديين"، الذي يستخدم في الغالب لتخدير الحلق بشكل خفيف، يمكن أن يسبب حساسية جلدية ومشاكل في الجهاز الهضمي.
وأخيرا، في حالات التهاب القصيبات، يمنع شراب السعال إخلاء الإفرازات التي تعزز الشفاء.وبالتالي فهو ليس غير فعال فحسب، بل يبطئ أيضًا تعافي الجسم.
ما بديل شراب الكحة ؟
العسل هو البديل الموصى به لتخفيف السعال. خصائصه المضادة للبكتيريا تساعد الجسم على مقاومة الأمراض. يمكن استهلاكه كما هو أو في الماء الساخن. وتجدر الإشارة الى أن تناول العسل ممنوع قبل عمر سنة واحدة بسبب خطر التسمم السُجقِّيّ (Botulism).
للحد من الكحة وتخفيف الألم، يجب أيضًا ترطيب الجسم بانتظام. لمستحلبات التهاب الحلق تأثير مهدئ فوري ولكن قصير الأمد، خاصة لأنها تفرز اللعاب الذي يرطب الحلق.