لكن، هل هذا الاعتقاد له أساس علمي في عصرنا الحالي؟ منذ ظهور شواحن 120 واط (بل وحتى 240 واط)، أصبح هذا السؤال محل جدل. فمن جهة، هناك سهولة الشحن الكامل في حوالي ثلاثين دقيقة. ومن جهة أخرى، هناك اعتقاد خاطئ سائد بأن استخدام شاحن بطيء يحافظ على عمر البطارية.
إحدى القضايا الرئيسية المطروحة هي الحرارة، العدو الأول لبطاريات الليثيوم أيون أو السيليكون-كربون، على الرغم من أن الأخيرة تتميز بانخفاض حساسيتها لارتفاع درجة الحرارة.
لقد حسمت قناة HTX Studio على يوتيوب الجدل بفيديو بعنوان "Is Fast Charging Killing the Battery". وقد أسفر اختبارهم الدقيق، الذي استغرق عامين وثلاث محاولات واساخدام 40 هاتفًا ذكيًا من علامات تجارية مختلفة، عن نتائج مثيرة للاهتمام.
الشحن السريع مقابل الشحن البطيء
استند بروتوكول التقييم الذي وضعه الفريق إلى منهجية صارمة : 500 دورة شحن كاملة، من 5% إلى 100%. قارنوا مجموعتين مختلفتين، حيث تم شحن هواتف iPhone بسرعة (20 واط) من جهة، وشحن ببطء (5 واط) من جهة أخرى. وتوصلوا إلى النتيجة نفسها بالنسبة لطرازات أندرويد، بمقارنة الشحن فائق السرعة (120 واط) بالشحن البطيء (18 واط).
بعد 500 دورة، خلص الفريق الى أن : الفرق في تهالك البطارية... غير محسوس تقريبًا.
في هواتف iPhone، أظهرت مجموعة "الشحن السريع" تلفا أقل بنسبة 0.5%. أما في هواتف Android، فكان الفارق أقل، حيث أظهرت مجموعة الشحن السريع تلفا أقل بنسبة 0.3% من مجموعة "الشحن البطيء".
فرق ضئيل للغاية في الاستخدام العادي. ويعود ذلك أساسًا إلى قدرة أجهزة الشحن على منع التلف المتسارع.
كيف تحمي تقنية الشحن الحديثة بطاريتك؟
السر في نتائج الاختبار يكمن في الآليات الذكية التي تعمل بها أنظمة الشحن السريع الحالية، والتي صُممت خصيصاً للتغلب على التحديات الرئيسية، وأهمها الحرارة.
آلية عمل الشحن على مرحلتين
تعتمد تقنية الشحن المتقدمة على تقسيم عملية شحن بطارية الهاتف إلى مرحلتين أساسيتين :
- المرحلة السريعة (حتى 80%): تبدأ عملية الشحن بتطبيق جهد عالٍ لتعبئة نسبة كبيرة من طاقة البطارية (عادةً تصل إلى 80%) بأقصى سرعة ممكنة. خلال هذه المرحلة، تتدخل برامج وإلكترونيات دقيقة لمراقبة درجة حرارة البطارية والجهد باستمرار، وتعديل تدفق الطاقة لمنع ارتفاع الحرارة الذي يُعد العدو الأول لعمر البطارية.
- المرحلة البطيئة (من 80% إلى 100%): عند الاقتراب من الشحن الكامل، يتم خفض سرعة الشحن بشكل كبير وتدريجي. الهدف من هذه المرحلة هو الحفاظ على صحة خلايا البطارية وتجنب الإجهاد الحراري الذي يحدث عند محاولة ضخ الطاقة في بطارية شبه ممتلئة.
بفضل هذا التوزيع الذكي، تتم الاستفادة من السرعة في البداية مع ضمان سلامة البطارية في النهاية.
فروق دقيقة: متى يكون القلق مبرراً؟
على الرغم من أن الشحن السريع بريء بشكل عام، إلا أن التحليل أشار إلى أن التأثير على عمر البطارية يتأثر بـ فروق دقيقة تتعلق بـ:
- جودة تقنية الشحن: مدى كفاءة نظام إدارة الحرارة الخاص بالهاتف ونوعية الشاحن المستخدم.
- عادات الاستخدام الشخصية: الاستمرار في استخدام الهاتف لأداء مهام كثيفة (مثل الألعاب) أثناء عملية الشحن السريع يمكن أن يزيد من توليد الحرارة، وهو ما قد يؤدي إلى تدهور إضافي.
خلاصة القول: التدهور الطبيعي للبطارية يحدث بمرور الوقت ومع كل دورة شحن، بغض النظر عن السرعة. لكن الأجهزة والشواحن الحديثة مصممة للحد من أي تدهور إضافي قد ينجم عن الشحن السريع.
باختصار، يمكن لمستخدمي الهواتف الذكية الحديثة أن يطمئنوا تماماً. بفضل التطورات التكنولوجية وأنظمة الحماية الذكية، أصبح الشحن السريع ميزة آمنة وموثوقة. لم تعد هناك حاجة للخوف من إتلاف البطارية عند استخدام الشاحن المرفق بجهازك. استمتع بسرعة شحن هاتفك ووفر وقتك دون القلق بشأن إطالة عمر البطارية بشكل مصطنع عبر الشواحن البطيئة.
