هل يجب وضع الهاتف في الثلاجة أثناء موجات الحر ؟

 

هل تعاني من ارتفاع درجات الحرارة في الصيف ؟ هاتفك يعاني أيضًا. مع توالي موجات الحر في فصل الصيف، تتطلب هواتفنا المحمولة مزيدًا من العناية أكثر من المعتاد. لاشك أنك صادفت هذه النصيحة من قبل : وضع الهاتف في الثلاجة لخفض حرارته. لكن هل هي حقًا فكرة جيدة ؟

صيف 2023 يعتبر الأكثر سخونة على مستوى العالم منذ عام 1950، ولا زالت الحرارة في ارتفاع. في هذه الظروف الحامية، على المرء أن ينتبه الى نفسه بالطبع، ولكن أيضًا الى أجهزته الإلكترونية و على رأسها الهواتف الذكية. مع تزايد إمكانيات الهواتف، صارت تطلق المزيد والمزيد من الحرارة، وبالتالي فهي أكثر حساسية لارتفاع درجات الحرارة الخارجية. و لايجب الإستهانة بهذه الظروف : لقد رأينا جميعا كيف يمكن للهواتف الإنفجار بسبب موجات الحر.

من المهم جدا اعتماد بعض الإجراءات للحفاظ على سلامة الهاتف المحمول خلال فترات الصيف التي تكون فيها الحرارة مفرطة، والأهم توخي الحذر مع النصائح الرائجة على الإنترنت. إحداها، والتي ما يزال يتم تداولها على الرغم من خطورتها : وضع الهاتف في الثلاجة لتبريده بشكل أسرع. قد تبدو الفكرة مغرية، لكنها فكرة سيئة للغاية.

لماذا يجب تجنب وضع الهاتف الذكي في الثلاجة ؟

إذا أخذت صحنا باردًا وقمت بوضعه فجأة تحت الماء الساخن، فمن المحتمل أن يتشقق أو حتى ينكسر. الأمر نفسه  قد يحدث للهاتف المحمول، فهو حساس للتغيرات المفاجئة في درجات الحرارة. وضع الهاتف في الثلاجة قد يعرض شاشته وقوقعته وحتى مكوناته الداخلية للكسر بفعل التمددات التي تحصل لها خلال تغيرات درجات الحرارة (تتمدد في الحرارة وتنكمش في البرودة). حتى إذا كان طراز الهاتف يدعم الـ IP67 أو IP68 أي أنه مقاوم للماء والغبار (IP67 و IP68 كلاهما تصنيفان يشيران إلى مستوى الحماية ضد الماء والغبار للأجهزة الإلكترونية)، فمن المرجّح أن الرطوبة العالية ستخلق ضبابًا وتكثفًا تحت الشاشة.

لهذا السبب تجنب تمامًا فكرة وضع الهاتف الذكي في الثلاجة لتبريده، فسيؤدي ذلك فقط إلى عواقب أنت في غنى عنها. في الواقع، هناك طرق بسيطة وفعالة ليسلم الموبايل من حرارة الصيف المفرطة بدون أي أضرار جانبية.

كيف تمنع ارتفاع درجة حرارة هاتفك أثناء ارتفاع درجات الحرارة في الصيف ؟

صارت الهواتف أكثر تطورا، وأكثر قوة وتتوفر على وظائف أكثر و دقة أكبر. حيث تتطلب الشاشات الأكبر حجمًا بطاريات أكبر. إضافة إلى هذا، فإن معظم الهواتف الذكية اليوم مقاومة للغبار والماء. بعبارة أخرى، تستهلك المزيد من الطاقة، وبالتالي تنبعث منها مزيد من الحرارة، لكنها تتخلص منها بصعوبة أكبر لأنها مغلقة بإحكام (مقاومة للغبار والماء).

عموما، تتحمل الهواتف الذكية درجات حرارة أعلى بكثير من 35 درجة مئوية أثناء اختبار بطارياتها. ومع ذلك، فإن هذه الحرارة الشديدة تسبب آثارًا لا يمكن إصلاحها على المدى القصير والطويل.

بعد البطارية، الشاشة هي ثاني أكثر مكونات الهاتف الذكي حساسية للحرارة . عند إطفاء الهاتف أو وضعه في وضع "السبات"، تكون الشاشة سوداء وبالتالي تمتص المزيد من أشعة الضوء. تتكون الشاشة من طبقة زجاجية تبدد الحرارة بشكل سيئ للغاية، تحتها يوجد تجمع شديد من المكونات الإلكترونية. تحتوي هذه المكونات بالطبع على معدن الذي يتوسع بفعل درجة الحرارة. نظرًا لضيق المكان، فإنها يمكن أن تلحق الضرر بالمكونات المجاورة.

ما يجب تجنبه في حالة ارتفاع درجة الحرارة :

- عدم تحديث نظام الأندرويد Android أو الـ iOS أوتنزيل البرامج وتثبيتها بشكل عام : التحديث في بيئة حارة يضر بالهاتف الذكي على مستويين. من ناحية، فإنه يستنزف موارد شريحة الاتصال (WiFi أو 4G / 5G) والمعالج للتنزيل عالي السرعة. بعد ذلك، سيؤدي تثبيت كمية كبيرة من البيانات (عدة مئات من الميجابايت) إلى احتكار المعالج لعدة دقائق. أخيرًا، سيتم تفريغ البطارية بسرعة وزيادة درجة حرارتها في الوقت الذي تكون فيه حرارة هذه الأخيرة عالية أصلا.

- تجنب عمل إعادة تثبيت النظام من هاتف آخر أو من السحابة. كما هو الحال مع تثبيت تحديث لنظام الهاتف، يُنصح بشدة بتجنب استعادة أو تهيئة الهاتف من نسخة احتياطية سحابية أو هاتف آخر. سيؤدي تثبيت البرنامج أو تخزين كمية كبيرة من البيانات على التوالي في وقت قصير إلى استنزاف وحدة المعالجة المركزية وزيادة درجة حرارة البطارية.

- لا تستخدم شبكة 5G. لا يُنصح بالفعل بتنزيل محتوى ثقيل (عدة مئات من الميجابايت). مع استخدام شريحة 5G، يكون الأمر أسوأ. 5G أسرع بعشر مرات من 4G لكن رقاقاتها 10 مرات أقل كفاءة في استخدام الطاقة. وعلى العكس تماما، فإن شريحة 5G سوف تستنزف بطارية الهاتف في حالة ارتفاع الحرارة على المدى المتوسط ​​إلى الطويل.

- تجنب شحن الهاتف . بلا شك قد تكون لاحظت هذا : شحن الهاتف ينتج الحرارة. يمكن ملاحظة ذلك على مستوى البطارية ولكن أيضًا على مستوى الشاحن. أثناء الشحن، تتسارع التبادلات الكيميائية خلال فترة زمنية قصيرة، وتطلق الحرارة. لحسن الحظ، تقوم معظم الشركات المصنعة للهواتف (مثل OnePlus أو Xiaomi) بدمج تكنولوجيا الأمان أثناء الشحن. مثل أي جهاز قيد التشغيل، ترتفع حرارة الشاحن أيضًا.

- تفادي استخدام الشحن السريع. يتسبب استخدام شاحن سريع (30 أو 60 أو 100 وات أو أكثر) في حدوث نفس مشكلات الشحن العادي ولكن بتأثير مضاعف. حتى في الأوقات العادية، يولد الشحن السريع الحرارة. بتقليل وقت الشحن، ستزيد البطارية من درجة حرارتها الداخلية. وغني عن القول أن الكبل السيئ (غير متوافق مع الشحن السريع أو التالف) سيؤدي إلى تعطيل الشحن وربما يتسبب في زيادة التيار أو حتى التسبب في اندلاع الحريق.

- تجنب الشحن اللاسلكي. من المعلوم أن الشحن اللاسلكي يقلل من عمر الهاتف. لكن الشحن الاستقرائي (المعروف أيضًا باسم الشحن اللاسلكي ) يزيد أيضًا بشكل كبير من درجة حرارة الهاتف المحمول. تأتي هذه الحرارة من الطاقة المفقودة بين الهاتف والشاحن اللاسلكي. "وبالتالي يتم نقل الحرارة المتولدة إلى الهاتف الذكي عن طريق التوصيل الحراري البسيط والحمل الحراري" وفقًا لباحثين من جامعة وارويك (المملكة المتحدة).

- تجنب وضع غلاف واقي يمنع تشتت الحرارة. سيعمل الغلاف الواقي، مهما كانت مادته، على تقليل قدرة الهاتف على تبديد درجة حرارته. بالطبع، كلما زادت سماكة الغلاف، زاد عزله للحراة وسيمنع الهاتف من خفض درجة حرارته.

- تجنب مشاهدة مقاطع فيديو الستريمينغ أو تنزيل محتوى ثقيل. تماما مثل تثبيت تحديث أو استعادة نسخة احتياطية، يتطلب مشاهدة مقاطع الفيديو من منصة فيديو (YouTube و Amazon Prime و Netflix وما إلى ذلك) الكثير من الطاقة، خاصةً بجودة عالية الدقة. نفس الشيء مع محتوى ثقيل يصل إلى عدة عشرات من الميجابايت.

- تجنب الألعاب الثقيلة. تستنزف الألعاب الثقيلة موارد الهاتف من وحدة المعالجة المركزية ووحدة معالجة الرسوميات والذاكرة (ذاكرة الوصول العشوائي والتخزين) بطريقة مستدامة. من جهة أخرى، يزداد معدل تحديث الشاشة (refresh rate). حيث يمكن أن يتضاعف وبالتالي يستهلك ضعف الطاقة.

- الحد من استخدام التطبيقات الأكثر استهلاكًا للطاقة. تتبادل بعض التطبيقات الكثير من البيانات مع الخوادم وتستهلك قدرًا كبيرًا من الطاقة. أهم هذه التطبيقات تطبيقات الاتصال والشبكات الاجتماعية وتطيقات تحديد الموقع الجغرافي. في أعلى القائمة، نجد غوغل، فاسبوك، مسنجر، واتساب، أمزون ألكسا، غوغل مايل، غوغل كروم، يوتيوب ميوزيك، انستغرام، تلغرام، تويتر، تيك توك، أمازون شوبينغ.

- تجنب وضع الهاتف في الثلاجة أو الفريزر. كما قلنا لك سابقًا، ستتمدد المكونات الإلكترونية بفعل الحرارة وتتقلص بسرعة كبيرة في الثلاجة أو الفريزر بفعل البرودة. نهيك على أن الفريزر أو الثلاجة عبارة عن بيئات رطبة من شأنها إلحاق الضرر بالهاتف، حتى لو كان هذا الأخير مقاوم للماء.

ما يجب فعله في حالة ارتفاع درجة الحرارة :

- وضع الهاتف على سطح مستوٍ وبارد بشكل مثالي. الفكرة هي أن الهاتف يمكنه تبديد الحرارة في أسرع وقت ممكن. لا تضع هاتفك على سطح معدني أو حجري يخزن حرارة الشمس.

- إصلاح البطارية (و/ أو تغييرها). يتم تفريغ البطارية المتهالكة بسبب دورات الشحن العديدة والسيئة بشكل أسرع عند ارتفاع درجة حرارتها.

- تشغيل مقاطع الفيديو وتحميلها بدقة (HD) بدلاً من 4K / UHD. تشغيل مقاطع الفيديو بدقة UHD (3840 × 2160 بكسل) يستهلك 4 مرات تقريبًا أكثر من HD (1920 × 1080 بكسل). مع برامج الترميز الحديثة مثل HEVC / H265، يكون الأمر أسوأ.

- إزالة البرامج الضارة والفيروسات الأخرى. سيؤدي استخدام مضاد فيروسات وإلغاء تثبيت البرامج غير الضرورية إلى تقليل استخدام المعالج والذاكرة، وبالتالي استنزاف أقل للبطارية.

- إغلاق التطبيقات التي تعمل في الخلفية. تستخدم هذه التطبيقات موارد الهاتف (ذاكرة الوصول العشوائي، وحدة المعالجة المركزية، ذاكرة التخزين، نظام تحديد المواقع GPS، إلخ).

- تعطيل الاشعارات. تستهلك الاشعارات الطاقة بسرعة من خلال التواصل مع الخوادم.

- الحد من قوة نظام الأندرويد. من الإعدادات ثم البطارية، قم بتنشيط وضع الطاقة المنخفض.

- تفعيل وضع الطائرة. سيؤدي تفعيل وضع الطائرة إلى إلغاء حركة المرور الكهربائية. هكذا سيعود الهاتف إلى درجة حرارة مقبولة.

- استخدام 4G بدل 5G. نظرًا لأن سرعة الـ 4G أقل بكثير من 5G، سترتفع حرارة الهاتف بدرجة أقل من ما هو الحال مع استخدام شبكة 5G.

- تجنب أجهزة الشحن والكابلات الغير أصلية. الشاحن القوي للغاية يمكن أن يتلف البطارية. قد لا يتوفر هذا الأخير أيضًا على جميع وسائل الأمان (الإلكترونية والبرامج) التي يتوفر عليها الشاحن الرسمي. يمكن أن يتسبب الكبل الأصغر حجمًا، خاصة أثناء الشحن السريع، في ارتفاع درجة الحرارة التي تضر بالشاحن و/ أو الهاتف.