لماذا يجب تجنب تناول مضادات الحمى في حالة المرض ؟

علاج الحمى في المنزل، أعراض الحمى الداخلية، أسباب الحمى المتقطعة، أنواع الحمى، الحمى الباردة، الحمى عند الرضع، علاج الحمى للكبار، أعراض الحمى الفيروسية



أظهرت العديد من الدراسات التي أجريت في السنوات الأخيرة أن تناول الأدوية المضادة للحمى يؤثر على قدرة الجسم على التغلب على المرض. في الواقع، هذه الحقيقة كانت معروفة منذ السبعينيات. في تلك الفترة، قام باحثون بحقن السحالي بالبكتيريا، مما تسبب لها بالإصابة بالمرض. ثم وضعوا السحالي في ثلاث غرف مختلفة : غرفة تبلغ درجة حرارتها 38 درجة (درجة الحرارة الطبيعية للسحلية) وغرفة تبلغ حرارتها 40 درجة (أي ما يعادل حمى طفيفة) ثم غرفة بـ 42 درجة مئوية (أي ما يعادل حمى قوية).


وللإشارة، فالسحالي حيوانات ذات دم بارد، ما يعني أن درجة حرارة جسمها تتكيف مع درجة حرارة محيطها.


وقد جاءت نتائج التجربة كالتالي :


في درجة الحرارة الطبيعية، مات 75 ٪ من السحالي. وفي درجة حرارة 40 (ما يعادل حمى طفيفة)، مات 33 ٪ من السحالي. و في درجة حرارة مرتفعة، لم تمت أي من السحالي. وقد تم تأكيد هذه التجربة على الأسماك والفئران والأرانب والكلاب. بمعنى آخر، كلما تم منع الحيوانات من الإصابة بالحمى، كلما صارت أكثر عرضة للمعاناة أو الموت. وبالمقابل، عند البشر، أظهرت الدراسات الحديثة أن الأدوية المضادة للحمى، تطيل فترة الإصابة ببكتيريا السالمونيلا، وتطيل أعراض الأنفلونزا، وتأخر شفاء أعراض جدري الماء. كما تمدد فترة نزلات البرد وتفاقم أعراضها.


في الواقع عندما يرفع الجسم من حرارته، تعمل خلايا الجهاز المناعي بكفاءة اكبر، خاصة تلك المتخصصة في قتل الفيروسات والبكتيريا !


إن خفض الحمى يطرح أيضًا مشكلة أكبر ! فعندما تصاب  بالحمى، من المنطقي أن تخلد للراحة وتلزم البيت. ولكن عندما تقوم بتخفيضها بالأدوية الكيماوية، تشعر بالنشاط، ما يجعلك تذهب إلى العمل أو الخروج لرؤية الأصدقاء. والنتيجة هي نشر عدوى المرض بين الناس المحيطين بك !


ما الحل ؟



في الواقع، بدل اللجوء الى الأدوية الكيماوية، ينصح بشرب الماء بكثرة، وعدم التدتر أكثر من اللازم وتهوية الغرفة. وفي حالة كانت درجة الحرارة تتجاوز 40 درجة، يجب عليك استشارة طبيب على الفور، ليس لإعطائك مضادات الحمى، وإنما لأنها علامة على أنه قد تكون لديك عدوى خطيرة، تستدعي علاجا طبيا مناسبا.


وأخيرا، من الطبيعي ألا تكون جائعًا عندما تكون مصابا بالحمى، فلا تحاول أن تجبر نفسك على تناول الطعام بحجة اكتساب بعض الطاقة والقوة. فقط استمع إلى جسدك، فإذا قرر الامتناع على الأكل فلا تجبره على ذلك، فهو يعرف ما يفعل. فقط اخلد إلى الراحة، فهذا هو أهم شيء يجب القيام به في حالة الإصابة بالحمى.


تنبيه : لا يقصد من المحتوى أن يكون بديلاً عن المشورة الطبية أو التشخيص أو العلاج. يرجى الرجوع إلى الطبيب المختص للحصول على المشورة الطبية.