قصة فيلم بين الذئاب، مستوحاة من الواقع !

ماوكلي، فيلم بين الذئاب، ماوكلي فتى الادغال

هناك الكثير من الأساطير حول فتيان الأدغال، لكن قصة فتى الأدغال هذه التي سأحكي لكم هي مستوحاة من الواقع. وهي قصة حقيقية لرجل يدعى (ماركوس رودريجيز بانتوخا) الذي عاش في الغابة بين الحيوانات. إنه فتى الأدغال الحقيقي. وقد داع صيته بعد ظهور الشريط السنمائي (Among Wolves) الذي تناول قصته العجيبة.


القصة بدأت في الأندلس حيث وجدته  الشرطة، وهو في عمر التاسعة عشر، عام 1965.. لكن ما وقع له بدأ قبل ذلك بوقت طويل.. في الواقع، ولد ماركوس في 8 يونيو 1946 في بيئة متواضعة جدا، في وسط عائلة من الرعاة.. وبعد وفاة والدته، باعه والده لراعي اغنام آخر الذي أخذه إلى الجبال ليرعى قطيع الماعز..


هناك علمه هذا الراعي العجوز كيف يعيش في البرية، وكيف يصطاد ويحمي نفسه.. وكان يتردد عليه من وقت لآخر لتزويده بالطعام.. وعندما توفي هذا الراعي، كان ماركوس يبلغ من العمر 7 سنوات فقط.. فوجد نفسه وحيدا في البرية.. كان مالك قطيع المعز يتردد من وقت لآخر للاطمئنان على قطيعه.. ولكن ماركوس كان يختبئ خوفًا من أن يقوم مالك القطيع من إعادته إلى والده، الذي كان يعنفه كثيرا..


وهكذا، اتخد من الطبيعة منزلا له، وحاول الصيد..دون جدوى.. ثم بدأ بتقليد الحيوانات.. حيث كان يقلد حركات الخنازير البرية للعثور وذلك للعثور على الدرنات (الثمار التي تكون على شكل بطاطس..)، وكان يراقب الطيور التي تبحث عن التوت.. وهكذا تمكن أخيرًا، شيئًا فشيئًا، في صيد الأسماك وصيد الحيوانات خاصة الغزلان..


وفي عمر الـ 7 سنوات كان أول لقاء له مع الذئاب.. حيث في خلال عاصفة رعدية، دخل عرينًا فيه أشبال.. وعندما عادت الذئبة الأم لم تبدي أي انزعاج من وجوده.. فكانت تلك هي بداية حياته مع الذئاب..


لم يعد يتحدث ماركوس إلى أي شخص، ففقد لغته وبدأ في تقليد الأصوات التي تصدرها الحيوانات.. وفي عام 1965، أخبر حارس الغابة الشرطة أنه شاهد رجلًا ذا شعر طويل يتجول في الغابة.. فقام، على الفور، ثلاثة من ضباط الشرطة بالبحث عنه.. وبعد أن وجدوه، قاموا باستجوابه لكنه لم يستطيع الإجابة.. وحاول الفرار، لكت الشرطة قامت بتكبيله وأخدته إلى أقرب قرية..


وهناك قام كاهن بمحاولة إعادة تأهيله دون جدوى.. وحاول ماركوس الفرار والعودة إلى البرية عدة مرات.. فتم وضعه في دير في مدريد، لكنه لم يتمكن من التكيف مع الحياة الحديثة..وحتى مع مرور الوقت لم يتمكن من ذلك.. ومنذ ذلك الحين تنقل (ماركوس رودريغيز بانتوخا) بين الجبال والأديرة والمنازل المهجورة ومنازل العمال الشباب، وفي كل مكان تقريبًا في البلاد..


ومع ذلك، ومنذ عام 1990 استقر ماركوس في قرية صغيرة في شمال إسبانيا في منزل بسيط للغاية، حصل عليه كهدية من صديق، وهو الآن متقاعد و يعيش حياة هادئة..