رأى مفهوم "مدينة الخمس عشرة دقيقة" بالإنجليزية (15-minute city) النور في بداية القرن العشرين، بفضل عمل العديد من المخططين الحضريين، وغالبًا ما كان يُنسب هذا المفهوم إلى الأكاديمي الفرنسي الكولومبي (كارلوس مورينو).
هذا المفهوم يقصد به مدينة يمكن الوصول فيها إلى جميع الخدمات في غضون 15 دقيقة، من المنزل أو سيرًا على الأقدام أو بالدراجة. وبالتالي، يجب أن يكون ساكن المدينة قادرًا، خلال هذه الفترة الزمنية، على الوصول إلى مكان عمله، الى السوبر ماركت، المدرسة، أماكن الترفيه وغير ذلك.
هذا من شأنه أن يغير التخطيط الحضري للمدينة تمامًا. مركز مدينة واحد، يجمع كل هذه الخدمات، أو أحياء متخصصة بعضها، سيتم استبداله بمناطق، موزعة جيدًا على المناطق الحضرية، حيث تتواجد كل هذه الوظائف.
وفقًا لمدافعين عنها، سيكون لهذا المفهوم الجديد للمدينة العديد من الفضائل. سيساعد على الحد من التنقل، مما سيجعل حركة المرور أكثر مرونة ويخفف الازدحام في وسائل النقل العام.
سيؤدي أيضًا إلى مفهوم آخر للعمل، وقد تم تجربته بالفعل خلال جائحة كوفيد-19. هذا المفهوم الجديد يعتمد على الملاحظة التالية : من المنطقي أن تعمل في المنزل، أو بالقرب من المنزل، إن أمكن، بدلاً من التنقل عبر المدينة للجلوس أمام الكمبيوتر في مقر العمل.
يمكن أيضًا أن تستند إعادة توزيع الخدمات هذه، في جميع أنحاء المدينة، إلى الاستخدام الأفضل للمباني التي غالبًا لايتم استخدامها بنسبة 100 ٪.
وبالتالي يمكن استخدام بعض المباني لأغراض أخرى. يمكن للمدارس، على سبيل المثال، استضافة أنشطة ثقافية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
لقد حاز مفهوم "مدينة الخمس عشرة دقيقة" على اهتمام العديد من أعضاء المجالس البلدية في العديد من المدن حول العالم، مثل دبلن وميلانو وسنغافورة وأوتاوا، بغرض تقريب الخدمات الرئيسية من السكان.
يعتقد البعض، مع ذلك، أن تقسيم المدينة إلى أحياء متعددة الاستخدامات يمكن أن يزيد من التفاوتات الحضرية ويسبب نوعًا من "الشوفينية" على مستوى كل منطقة من هذه المناطق.