بالنسبة للأشخاص الذين فقدوا أسنانهم، هناك حلول لهذه المشكلة مثل أطقم الأسنان أو زراعة الأسنان. لكن العلماء يدرسون أيضًا حلاًّ طبيعيًا وواعدًا أكثر من أجل بناء أسنان حقيقية، عن طريق تعبئة القدرات التجديدية لأسنان الإنسان. على المدى الطويل، قد نحصل على أسنان طبيعية ناتجة عن عملية إعادة بناء اصطناعية.
أول خطوة ناجحة : إصلاح التسوس لدى الفئران
قام فريقان من الباحثين من المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية الفرنسي ومن جامعة باريس ديكارت ببحث بهدف إعادة نمو الأسنان طبيعيا بعد التسوس. وتجدر الإشارة الى أنه عندما تتعرض الأسنان للتآكل بسبب الحمض الذي تفرزه البكتيريا الموجودة في الفم، تنتقل إشارات الإنذار إلى الدماغ. حيث يحفز هذا الأخير إنتاج لب الأسنان عن طريق إيقاظ الخلايا الجذعية الكامنة والقادرة على تجديد الجزء المنخور من السن.
من خلال زرع اللب الاصطناعي، الذي تم الحصول عليه في المختبر، في موقع متسوس، حصل الباحثون على نتائج مرضية لدى الفئران. لقد استفاد السن التالف من تجديد الخلايا وترمّم نسيج اللب بسرعة.
الخطوة الثانية : التحقق من إمكانية نجاح التجربة على الخنازير
تختلف أسنان الجرذان أو الفئران ونظامها الغذائي بشكل كبير عن أسنان والنظام الغذائي لدى البشر. لذلك يركز الباحثون الآن على التحقق من إمكانية نجاح التجربة على الخنازير. يتمثل التحدي بشكل خاص في ضمان أن السن، الذي تم بناءه اصطناعيا، يمكن أن يستفيد من الإمداد بالمغذيات والأكسجين بفضل الأوعية الدموية لللب.
هل ستتصدر الأسنان العضوية عناوين الصحف في المستقبل القريب ؟
وأبعد من ذلك، حاول فريق الباحث الياباني (تاكاشي تسوجي) تطوير سن بيولوجي. المبدأ بسيط للغاية : يتم استخدام الخلايا الظهارية (epithelial cells) لتشكيل سن كامل من لا شيء تقريبًا. والنتيجة واعدة. بعد 10 أيام من بدء التجربة، حصل الباحثون على سن سليمة وقاموا بزرعها في فم فأر. واتصلت السّن تمامًا بأوعية اللثة.
سوف يستغرق الأمر الكثير من الوقت والدراسة حتى يتم تطبيق التجربة على البشر. لكن من يدري، ربما في العشر سنوات المقبلة، ستخلق التطورات الجديدة ثورة في عالم الطب من خلال جعل إعادة نمو الأسنان، اصطناعيا، مباشرة في أفواه المرضى أمرا ممكنا.