إذا كنت تفكر في التخلص من ملل الرحلة على متن الطائرة من خلال الاستمتاع بوجبة شهية، فقد يخيب ظنك. لا يعني هذا أن الطعام الذي يتم تقديمه على متن الطائرات سيء. على الإطلاق. بل إن بعض الأطباق شهية جدا.
إذا كان الطعام على متن الطائرة سيئ الطعم، فذلك بسبب ظروف الطيران نفسها. في الواقع، يكون الهواء أكثر جفافًا في الطائرة (إقرأ أيضا : كيف يتم تجديد الهواء داخل الطائرة ؟). وعلى الرغم من أنظمة تكييف الهواء، يتسبب الضغط في المقصورة والجفاف الشديد للهواء الخارجي في جعل الجو الداخلي للطائرة قليل الرطوبة.
في الواقع، يبلغ متوسط مستوى الرطوبة في الهواء العائم في المقصورة 12٪ فقط. ويميل هذا الهواء إلى تجفيف جدران الأنف، مما يقلل من فعالية المستقبلات الشمية لدينا.
كما هو معلوم، تلعب حاسة الشم دورًا مهمًا في إدراك مذاق الطعام. وفقًا لدراسة حديثة، يؤدي جفاف الهواء إلى انخفاض بنسبة 20٪ في إدراك طعم السكر، في حين أن الإحساس بطعم مالح ينخفض بمقدار الثلث تقريبًا.
في ظل هذه الظروف، لا يكاد الراكب يدرك طعم وجبته، تماما، كما لو كان مصابًا بنزلة برد.
أثناء الطيران، يساهم عنصر آخر في فقدان الطعام لمذاقه : الضوضاء. ضوضاء مقصورة الطائرة مزعج للغاية، ومستوى الضوضاء الذي تصدره مقصورة الطائرة يعادل تقريبًا مستوى ضوضاء مكنسة كهربائية.
هذه الضوضاء، من خلال تشويش سمعنا، تميل إلى إضعاف بعض الروائح، لا سيما تلك الخفيفة التي تطير في الهواء. يتأثر الطعم المالح أولاً، مما يجعل الوجبة بدون معنى.
لإضافة القليل من النكهة إلى الطعام، غالبًا ما تضيف شركات الطيران السكر والملح. الأمر الذي لن يرضي بالضرورة جميع الركاب الذين يسافرون بانتظام على متن الطائرة والذين يتبنون حميات قليلة السكر والملح.
كما تقوم الشركات بالتركيز على أطعمة مثل الطماطم أو الفطر، بسبب أنها أقل تأثراً بظروف الطيران هذه. يتم الحافظ أيضًا على مذاق اللحم عن طريق طهيه بشكل أبطأ.