هل هناك تأثير لرحلة الى الفضاء على الصحة ؟

هل تساءلت يومًا عن عجائب الفضاء؟ هل تود استكشاف عالم الفضاء الكواكب والنجوم والنيازك؟ ابحث عن الفضاء واكتشف أسرار الكون! تعرف على آخر اكتشافات الفضاء، وفرق بين علم الفلك وعلم الفضاء. استكشف تخصص علم الفضاء وكن جزءًا من المستقبل

منذ عام 1957 عند إطلاق (سبوتنيك 1) أول قمر صناعي يصل إلى الفضاء، كان غزو الكون أحد أكبر التحديات التكنولوجية التي واجهها البشر. يواجه رواد الفضاء الذين يغامرون خارج الغلاف الجوي للأرض تأثيرات فسيولوجية معقدة بسبب غياب الجاذبية ووجود إشعاع أكبر وعزلة طويلة الأمد.


أجرت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، العديد من الدراسات لفهم تأثير السفر إلى الفضاء على صحة رواد الفضاء بشكل أفضل. توفر النتائج التي تم الحصول عليها فهمًا أفضل للتحديات التي تفرضها حياة محتملة خارج كوكب الأرض (إقرأ أيضا : ماذا يحلّ بنفايات الفضاء ؟).


انعدام الوزن وتأثيره على جسم الإنسان

يعيش الجسم البشري بشكل أفضل في بيئة الجاذبية، ولهذا السبب تمكن البشر من التكاثر على الأرض. في حالة عدم وجود الجاذبية، تحدث العديد من التغييرات الفسيولوجية. انعدام الوزن (بالإنجليزية: Weightlessness) الذي يختبره رواد الفضاء يعيد توزيع سوائل الجسم بطريقة مختلفة، على سبيل المثال، يزداد حجم الدم في الجزء العلوي من الجسم. تسبب هذه الظاهرة المسماة (ضعف البصر بسبب الضغط القحفي) تغييرات كبيرة في بنية العين.


وفقًا لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي التي أجرتها وكالة ناسا لرواد الفضاء الذين خاضوا تجربة السفر إلى الفضاء، قد يتسطح الجزء الخلفي من مقلة العين، وقد يزداد السائل النخاعي المحيط بالعصب البصري نتيجة لرحلة في انعدام الوزن. تشير هذه الأعراض إلى ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، مما يؤدي إلى مشاكل محتملة في الرؤية.


من ناحية أخرى، يفقد رواد الفضاء أيضًا بعض كتلة عظامهم عند العيش في الفضاء. تقدر ناسا هذه الخسارة بحوالي 1.5٪ شهريًا. ثم يزداد خطر الإصابة بالكسور وهشاشة العظام في الأسابيع التالية للعودة إلى الأرض، ولكن أيضًا على المدى الطويل إذا لم يستعيد العظم كثافته بشكل كامل.


العزلة والتعرض للإشعاع

هناك تقارير لوكالة الفضاء الأوروبية عن زيادة التعرض للإشعاع الذي يتعرض له رواد الفضاء في الفضاء. على وجه الخصوص، يمكن أن يزيد هذا من خطر الإصابة بالسرطان أو الأمراض الأخرى الناتجة عن الإشعاع مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي والرئوي وسرطان الدم.


كما أن فترات العزلة المطولة ليست آمنة لرواد الفضاء. بلا شك لاحظتم آثار العزلة خلال الحجر الصحي الذي تسبب فيه وباء Covid-19. حيث يؤدي العيش معزولا لفترة طويلة إلى زيادة التوتر واضطرابات النوم وتغيرات الحالة المزاجية. وهذا تماما ما يعاني منه رواد الفضاء الذين يسافرون في مهام فضائية طويلة في بعض الأحيان.


للحد من العواقب المختلفة للبقاء في الفضاء على الصحة البدنية والعقلية، تعمل وكالات الفضاء على تطوير تداريب خاصة للغاية لإعداد رواد الفضاء للتحديات التي تنتظرهم خارج كوكب الأرض.