عندما يتم إرسال رواد الفضاء إلى مدار يبعد 400 كيلومتر فوق الأرض فبهدف إجراء تجارب علمية وجمع بيانات قيمة. لذا فهم بحاجة إلى طريقة فعالة لتدوين الملاحظات، ويفضل أن يكون ذلك على أنواع متعددة من الأسطح.
قصة قلم الفضاء الذي تطلب تطويره ملايين الدولارات
هناك قصة شائعة حول قلم حبر جاف "خاص" يُزعم أن وكالة ناسا قامت بتمويل تكلفته التي بلغت ملايين الدولارات. بلا شك لاحظتم يوما ما، أنه عندما أردتم الكتابة بقلم الحبر، وأنتم مستلقون على ظهوركم ... توقف الحبر عن الوصول إلى رأس القلم. وسبب ذلك هو الجاذبية.
في الفضاء، ليس هناك جاذبية. لذلك، نظريا، لا تواجه أقلام الحبر الجاف أي مشكلة من هذا القبيل. قصة قلم الحبر الي كلف الملايين غير صحيحة. ومع ذلك، هناك بعض الحقيقة في هذه القصة.
بالفعل، أطلقت وكالة ناسا بحثًا حول قلم خاص بالكتابة في الفضاء ولكنها سرعان ما أدركت أن التكاليف ستكون مرتفعة للغاية، وألغت المشروع.
ومع ذلك، تم تطوير قلم حبر جاف خاص في أواخر الستينيات من قبل شركة تسمى "شركة فيشر بين" (Fisher Pen Company)، ولكن بشكل مستقل. في الواقع، في ذلك الوقت، شكلت وسائل الكتابة في الفضاء مخاطر محتملة.
خطر استخدام أقلام الرصاص في الفضاء
استخدم رواد الفضاء الأمريكيون ورواد الفضاء السوفييت في البداية أقلام الرصاص في رحلات الفضاء. ولكن بعد حريق أبولو 1 عام 1967 الذي هلك فيه ثلاثة رواد فضاء، حرصت ناسا على منع رواد الفضاء من حمل أشياء قابلة للاشتعال معهم إلى الفضاء. من بينها أقلام رصاص جرافيت، التي يمكن أن تتشقق وتتكسر، وتطلق نشارة الخشب. حقيقة أن هذه الجسيمات تطفو في جميع أنحاء كبسولات الفضاء في حالة انعدام الوزن يمكن أن تسبب مشاكل سلامة لرواد الفضاء والمعدات.
من جهة أخرى، تميل أقلام الحبر الجاف التي ظهرت أول مرة إلى التسرب ولا يمكنها تحمل ضغط الفضاء.
لذلك جاءت لمؤسس "شركة فيشر بين" فكرة إضافة الراتنج الصنوبري، وهو نوع من الراتنج يتم استخراجه عادةً من الصنوبر ومن بعض أشجار المخروطيات الأخرى، إلى حبر القلم، للحد من التسربات تحت الضغط ودرجات الحرارة المتفاوتة. بعد العديد من الاختبارات، اقتنعت وكالة ناسا وجهزت روادها بهذا النوع من الأقلام في مهمة أبولو 7 في عام 1968. حتى رواد الفضاء الروس استخدموها خلال رحلات الفضاء اللاحقة. تم تطوير أقلام "spacepen" من قبل شركة خاصة (التي أنفقت بالفعل عدة ملايين من الدولارات) وبيعت بسعر منخفض لوكالات الفضاء.
منذ ذلك الحين لا تزال هذه الأقلام قيد الاستخدام، لكن رواد الفضاء لديهم العديد من الخيارات الأخرى مثل أقلام الرصاص الميكانيكية، لأن القدرة على محو شيء ما أثناء الإجراءات ضرورية، خاصة إذا تغير الظرف، وهو ما يحدث غالبًا. لا يزال يتم استخدام الجرافيت، ولكن اليوم تم تحسين أنظمة الترشيح في الكبسولات. أقلام اللَّبَدِيّ وأقلام التظليل (highlighter) من نوع (STABILO) تحظى أيضًا بشعبية كبيرة لدى هؤلاء العلماء. حيث تسمح لهم بالكتابة على مجموعة متنوعة من الأسطح.