إنه أمر نادر الحدوث، لكنه يؤثر بلا شك على عدد أكبر من الأشخاص الذين تم تشخيصهم. تؤدي الحساسية تجاه مني الرجل أو السائل المنوي أو فرط الحساسية للحيوانات المنوية إلى تعطيل الحياة الجنسية بشكل كبير، خاصة عندما تظهر هذه الحالة عند النساء الشابات أثناء أول اتصال جنسي. من الممكن إزالة الحساسية تجاه العامل المثير للحساسية، لكن الإجراء يتطلب عدة أشهر حتى ينجح.
أسباب حساسية السائل المنوي
كما هو الحال في معظم ردود الفعل التحسسية، ترتبط حساسية مني الرجل بالأجسام المضادة IgE. يتم إنتاج هذه العوامل المناعية أثناء أول اتصال مع المادة المسببة للحساسية. يتعرّف الجسم بشكل خاطئ على السائل المنوي على أنه مادة مسببة للأمراض. ثم يقوم بإنتاج الأجسام المضادة IgE، المسؤولة عن التعرف على مسببات الحساسية وتخزينها في الذاكرة. أثناء الاتصال التالي مع المادة، بمجرد أن يتعرف IgE على الحيوانات المنوية، فإنه يحفز رد فعل التهابي يؤدي، من بين أمور أخرى، إلى إطلاق الهيستامين. وهذا الوسيط الكيميائي مسؤول عن أعراض الحساسية التي تظهر فيما بعد.
لم يتم بعد عزل البروتين المثير للحساسية الموجود في السائل المنوي والذي يضلل جهاز المناعة. حتى أن بعض العلماء اقترحوا أن حساسية السائل المنوي تأتي من مواد أخرى موروثة من الطعام أو الأدوية.
هناك فرضية أخرى تطرح إمكانية وجود حساسية متصالبة (بالإنجليزية : Cross-reactivity) : الاتصال الأول ليس مع بروتين السائل المنوي ولكن مع جزيء آخر يشبهه، على سبيل المثال يأتي من الطعام. ثم تخلط IgE بين البروتينات الموجودة في الحيوانات المنوية مع هذه المادة المسببة للحساسية وتتفاعل بنفس الطريقة عندما تواجهها.
أعراض فرط الحساسية للسائل المنوي
على عكس التفاعلات المهيجة الموضعية التي يمكن أن تحدث بعد استخدام الواقي الذكري أو مواد التشحيم أو منتجات النظافة، فإن حساسية السائل المنوي لا تسبب فقط الحكة والاحمرار في مكان ملامسة السائل المنوي للجلد. في رد الفعل التحسسي، تظهر أعراض أخرى مثل شرية (بالإنجليزية : Urticaria) أو صعوبة في التنفس.
العلاجات وإزالة التحسس تجاه السائل المنوي
بمجرد تشخيص حساسية السائل المنوي، فإن العلاج الأكثر فعالية هو الامتناع عن العلاقة الجنسية، ولكن هذا ليس من السهل دائمًا تطبيقه. يساعد تناول مضادات الهيستامين على تقليل إفراز الهستامين، مما يقلل من رد الفعل الالتهابي في حالة ملامسة السائل المنوي. يمكن أن تساعد الكورتيكوستيرويدات أيضًا في إدارة الالتهابات الكبيرة في حالات الحساسية الشديدة.
إزالة التحسس هي عملية تسمح للأشخاص الذين يعانون من الحساسية باستعادة العلاقة الطبيعية مع مسببات الحساسية، دون رد فعل مناعي غير مناسب. من خلال مبدأ العلاج المناعي المحدد، سيقوم الطبيب بتحفيز تحمل السائل المنوي عن طريق إعطاء مسببات الحساسية بطريقة تدريجية ومنضبطة للغاية. الإشراف الطبي ضروري لتجنب صدمة الحساسية. بعد عدة أشهر من البروتوكول الذي يشرف عليه طبيب الحساسية، يمكن للشخص بشكل عام استئناف العلاقات الجنسية بشكل طبيعي.