هل تناول الشوكولاتة الداكنة يحسن المزاج ؟

 

أضرار الشوكولاتة الداكنة، أفضل أنواع الشوكولاتة الداكنة، فوائد الشوكولاتة الداكنة للرجال، فوائد الشوكولاتة الداكنة للنساء، هل الشوكولاتة الداكنة تسمن، أنواع الشوكولاتة الداكنة، فوائد الشوكولاتة السوداء قبل النوم، فوائد الشوكولاتة الداكنة للبشرة، الشوكولاتة وهرمون السعادة، الشوكولاتة الداكنة للاكتئاب

كيف يمكن للشوكولاتة الداكنة أن  تحسن المزاج وتجعلنا سعداء للغاية ؟ لقد بحث العلماء في هذا اللغز، وقدموا لنا أخيراً دليلاً على أن الشوكولاتة لها تأثير دائم على مزاجنا وبالتالي سعادتنا. المشكلة الوحيدة هي أنه يجب تناول الشوكولاته ذات اللون الأسود جدا !


الشوكولاتة الداكنة والمزاج : العلم يقول كلمته !

يعود تاريخ المزايا السحرية للشوكولاتة إلى عدة قرون. بالنسبة للأزتيك، الذين قطنوا المكسيك بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر، كان الكاكاو إكسيرًا إلهيًا، هدية من "كيتزالكواتل"، إله الريح والحكمة. كان العلاج المعجزة، وكان من المفترض أن يكون له خصائص مثيرة للشهوة الجنسية (بالانجليزية Aphrodisiac)، وعلاجا للحمى، والتهاب الحلق، والتعب، وحتى تسوس الأسنان. من المستبعد اليوم أن يصف لك طبيب الأسنان الشوكولاتة ! حسنًا، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه عند شعب الأزتيك، كان يتم استهلاك الكاكاو خاما، دون أدنى إضافة للسكر، وفي شكل مشروب حار جدًا.


كان الإسبان هم من جلبوا حبوب الكاكاو إلى أوروبا، حيث تم خلطها مع السكر. ولكن لم تظهر الشوكولاتة بالشكل الذي نعرفه اليوم إلا في القرن التاسع عشر : أول قطعة شوكولاتة صنعها "ريتشارد" و"جوزيف فراي" في إنجلترا. سر الوصفة ؟ خليط من زبدة الكاكاو ومسحوق الكاكاو والكثير من السكر.


منذ ذلك الحين، ولإعطاء الناس أسباب وجيهة لتناول الشوكولاتة، نُسبت إليها العديد من الفضائل العلاجية.


اليوم، ولأول مرة، تمكن الباحثون من إثبات التأثيرات المفيدة للشوكولاتة الداكنة على مزاجنا. تم طلب من حوالي خمسين شخصًا بالغًا تناول 30 جرامًا من الشوكولاتة الداكنة يوميًا لمدة ثلاثة أسابيع. تناول بعض المشاركين الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على 70% من الكاكاو، بينما تناول آخرون الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على 85% من الكاكاو. تم تقييم المزاج العام لكل مشارك قبل وبعد التجربة، باستخدام استبيان يسمح لهم بتقييم جميع مشاعرهم على مقياس من 1 إلى 5.


نتائج التجربة ؟ من المثير للدهشة أن جميع الأشخاص الذين تناولوا 85% من الشوكولاتة الداكنة لمدة ثلاثة أسابيع، كانوا اقل اكتئابا وقلت لديهم جميع المشاعر السلبية بشكل كبير.


وبالنسبة للمجموعة التي تناولت شوكولاته بـ 70% من الكاكاو، لم يحدث أي تغيير ملحوظ في مستويات سعادتهم. وهذا يعني أنه لسوء حظنا، لن يكون تناول الشوكولاتة كافيا لتحسين مزاجنا بشكل مستدام، لأن الشوكولاتة التي نتناولها تحتوي على أقل من 50٪ من الكاكاو. ومع ذلك، يمكن لهذا القدر الضئيل جعلنا سعداء لبضع دقائق على الأقل.


البكتيريا الموجودة في أمعائنا تحب الكاكاو

نحن نعلم اليوم أن الكائنات الحية الدقيقة التي تسكن أجسامنا هي أكثر بعشر مرات من خلايانا. تلعب هذه البكتيريا والفيروسات والفطريات، المنظمة في أنظمة بيئية تسمى الميكروبيوت، دورًا رئيسيًا في الحفاظ على صحتنا.


ومع ذلك، فقد تبين أن بعض البكتيريا تحب الكاكاو بشغف، أو بالأحرى أحد مكوناته "البوليفينول". وبالتالي فإن هذا الأخير يلعب دور البريبايوتيك، مما يعني أنه يزيد من نمو بعض البكتيريا المفيدة لنا.


كلما كانت الشوكولاتة داكنة، كلما كانت غنية بالكاكاو، وبالتالي تحتوي على كمية أكبر من مادة البوليفينول، مما يسعد البكتيريا الجيدة التي تعيش في أمعائنا.


حسنًا، البكتيريا تحب الشوكولاتة، لكن ما علاقة هذا بسعادتنا ؟ لأن مركز السعادة وجميع مشاعرنا هو الدماغ، وليس الأمعاء، أليس كذلك ؟


أمعائنا لديها الكثير لتقوله لدماغنا !

كلما زاد نمو البكتيريا، زاد إنتاجها لجزيئات صغيرة تسمى المستقلبات (Metabolites). وهذه الأخيرة تنتشر في الدم حتى تصل إلى دماغنا.


إحدى البكتيريا المعوية التي تحب الكاكاو بشكل خاص تحمل لقب Blautia. ومع تكاثرها، فإنها تنتج جزيئًا يسمى حمض البوتيريك. ومن المعروف أن هذا الأخير يلعب دورًا مهمًا للغاية في نمو الخلايا العصبية، ويبدو أن له دورًا في تعديل وظائف الدماغ. وقد تمكنت دراساتسابقة من إثبات الدور المضاد للاكتئاب الذي يلعبه حمض البوتيريك لدى الفئران.


نطلق على البكتيريا المعوية التي لها تأثير إيجابي على صحتنا العقلية، مثل بكتيريا Blautia التي تعشق الشوكولاتة، اسم Psychobiotics. تفتح هذه البكتيريا الصديقة الطريق آفاق واعدة أمام علاجات جديدة للاكتئاب، ولكن أيضًا للأمراض العقلية والسلوكية الأخرى.


الآن صرتم تعرفون أن الشوكولاتة جيدة جدا للصحة النفسية. وفي كل مرة تودون تناولها تذكروا أن من يدفعكم لتناول الشوكولاتة، هي الميكروبات الموجودة في أمعائكم ! إنها مسألة رابح رابح !