كيف تؤثر دموع المرأة على الرغبة الجنسية لدى الرجل ؟

دموع المرأة تحمل معانٍ عميقة، وغالبًا ما تثير تساؤلات حول مشاعر الرجال تجاهها. فالكثير من الرجال يكرهون دموع المرأة، لأنها تثير فيهم شعورًا بالعجز أو ضعف السيطرة. رغم أن دموع المرأة قد تثير الرجل في بعض الأحيان، إلا أنهن قد يبكين أحيانًا بدون سبب واضح، مما يثير فضولهم.  نجد الكثير من الشعر عن دموع المرأة الذي يعكس جمال الألم والعاطفة التي تحملها، ولكن عندما تبكي المرأة، يمكن أن تتحطم قوة الرجل، حيث يشعر بأنه غير قادر على مساعدتها. هذه الديناميكية تؤثر على الرغبة الجنسية عند الرجل، إذ يمكن أن تتراجع أمام مشاعر القلق والضعف.  بالتالي، دموع المرأة تمثل لغة خاصة من المشاعر المعقدة التي تحتاج إلى فهم عميق من الطرفين.

إن رؤية امرأة تبكي لا تروق لأيّ كان. ولكن بالنسبة للرجال، فإن دموع الأنثى لها تأثير خاص أبرزته العديد من الدراسات. على الرغم من أنها غير مرئية، إلا أن الإشارات الكيميائية التي يُحفّزها بكاء المرأة تعمل بمثابة تواصل غير كلامي. إنها تؤثر بشكل خاص على الرغبة الجنسية لدى الذكور.


طبيعة ودور دموع الإنسان

ينتج البشر عدة أنواع من الدموع. ومن بينها، الدموع العاطفية التي يتم فرزها استجابةً للمشاعر القوية مثل الحزن أو الفرح أو الإحباط. تلعب الدموع دورًا بيولوجيًا محددًا، حيث يتم استخدامها لترطيب العين وحمايتها. كل شكل دمعة له تركيبة كيميائية مختلفة، مما يعكس هدفها.


بالإضافة لدورها في صحة العين، تعمل الدموع أيضًا كوسيلة للتواصل غير اللفظي أو غير الكلامي. حيث تؤثر على ردود أفعال وتصورات الأفراد الآخرين على مستوى اللاوعي.


نتيجة الدراسة الرئيسية التي أجريت حول تأثير دموع المرأة على الرجل

وقد وفرت الدراسة الرئيسية التي نشرت في بداية عام 2011 في مجلة Science، والتي استكشفت هذا الموضوع، نتائج مثيرة للاهتمام. ووفقا للنتائج التي تم الحصول عليها، تحتوي دموع النساء على إشارات كيميائية محددة يمكن أن تقلل من هرمون التستوستيرون الذكري.


تم تعريض المشاركين الذكور، دون درايتهم، لدموع النساء التي تم جمعها خلال نوبات عاطفية. وفي الوقت نفسه، عرضوا عليهم صورًا لنساء جذابات. أظهرت ردة فعلهم أنهم شعروا بانجذاب جنسي أقل تجاه النساء عند تعرضهم للدموع مقارنة بتعرضهم لمحلول ملحي بسيط.


تفسير بيولوجي محتمل

وساهمت أبحاث أخرى تم إجراؤها في هذا الصدد في تقديم إجابة لهذه الظاهرة. حيث يُعتقد أن دموع النساء العاطفية تحتوي على مواد كيميائية معينة. وهذه الأخيرة، التي يلتقطها الرجال دون وعي من خلال الرائحة، تؤدي إلى استجابات فسيولوجية مثل انخفاض هرمون التستوستيرون، وهو الهرمون الذي يلعب دورا رئيسيا في الانجذاب الجنسي.


يمكن أن يكون تأثير الإشارات الكيميائية هذه، ناجما عن التكيف التطوري الذي قد يكون هدفه تعديل السلوك الجنسي الذكري في ظل وجود إشارات عاطفية أنثوية. في وجود امرأة تبكي، فإن انخفاض هرمون التستوستيرون لدى الرجل من شأنه أن يقوي شعور التعاطف لديه. ومن شأنه أن يحد من ردود الفعل العدوانية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمستوى الهرمون الذكري.


التفسير النفسي والاجتماعي لهذه الظاهرة

البشر كائنات اجتماعية، ولا يخضعون فقط لدوافعهم وغرائزهم البهيمية. والتفسير العقلي لدموع المرأة يلعب أيضًا دورًا في الرغبة الجنسية. نظرًا لكونها علامة على الضعف أو الحساسية من وجهة نظر اجتماعية، فإن الدموع، على سبيل المثال، ستؤدي إلى استجابة وقائية أو داعمة من طرف الرجل.


يمكن للدموع أيضًا إثارة التعاطف ومشاركة المشاعر. ونادرا ما يُفسّرها الرجل على أنها دعوة إلى العلاقة الجنسية الحميمة. وهذا السلوك النفسي البسيط يؤثر بشكل كبير على الانجذاب الجسدي بين الأفراد، المرتبط بالحالة العاطفية لكل فرد.