تستمر منظمات الصحة العامة في التأكيد على المخاطر الناجمة عن السمنة. ومع ذلك، فإن أنصار حركة (Body positivity) يؤكدون على النقيض من ذلك أنه من الممكن أن يكون لديك جسم ممتلئ وفي نفس الوقت تتمتع بصحة جيدة. ولا بد من التمييز بين ضرورة إلغاء الإملاءات الخطيرة المتعلقة بالنحافة، والواقع الفسيولوجي الذي يعيشه الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة.
مفهوم السمنة
طبيًا، نقوم بتصنيف الأشخاص إلى فئات مختلفة وفقًا لمؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body mass index) أو اختصار(BMI). وهو قيمة مشتقة من كتلة (وزن) وطول الشخص. مؤشر كتلة الجسم بين 25 و30 يعتبر زيادة في الوزن، في حين أن مؤشر كتلة الجسم أعلى من 30 يشير إلى السمنة. ولا ينطبق هذا الحساب على الرياضيين الذين يتمتعون بوزن مرتفع مع نسبة كبيرة من العضلات.
يمكن أن تكون السمنة معتدلة أو شديدة أو مرضية اعتمادًا على النتيجة التي تم الحصول عليها. وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة لعدد كبير من العوامل المترابطة. ومن بينها، عامل الوراثة الذي يمارس تأثيرًا كبيرًا من خلال تعديل عملية الأيض والميل إلى تخزين الدهون. تلعب البيئة ونمط الحياة أيضًا دورًا حاسمًا في تكوين الدهون في الجسم.
تعريف الصحة الأيضية
أن تكون بصحة جيدة يعني أن لا تكون لديك اضطرابات الأيض أو التمثيل الغذائي في جسمك. جميع أجهزة جسمك تعمل وتوفر توازن مثالي. تساعد الصحة الأيضية على الوقاية من أمراض مثل مرض السكري من النوع 2 أو تلف القلب والأوعية الدموية أو الاضطرابات الهرمونية.
المؤشرات التي تميز الصحة الأيضية الجيدة هي متعددة وتشمل استقرار نسبة السكر في الدم، وضغط الدم طبيعي، ومستويات كوليسترول طبيعية، وانخفاض مستويات علامات الالتهاب.
النمط الظاهري MHO
أظهرت الدراسات التي أجريت في الثمانينيات أن بعض الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة لا يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية مقارنةً بالأشخاص ذوي مؤشر كتلة الجسم الطبيعي. وقد أطلقوا على هذه الفئات اسم (Metabolically healthy obesity) أو اختصار (MHO)، وتعني سمنة صحية من الناحية الأيضية. وهذا يعني أنه على الرغم من زيادة الوزن بشكل كبير، فإن هؤلاء الأشخاص لا يعانون من مقاومة الأنسولين أو ارتفاع ضغط الدم أو الالتهاب المزمن.
وينقسم المختصون حاليا حول هذه القضية. حيث يؤكد البعض أن السمنة وحدها لا تكفي لتحديد حالة صحية سيئة. يجب أن نعتمد أكثر على المؤشرات الأيضية مثل نسبة السكر في الدم أو مستويات الكوليسترول. فيما يعتقد البعض الآخر أن الحالة الأيضية السليمة في السمنة للأشخاص (MHO) لا تدوم، وأنها تتطور بالضرورة إلى اضطرابات أيضية مع مرور الوقت.
ما نعرفه هو أنه حتى في غياب العوامل التي تدعو للقلق، فإن الشخص الذي يعاني من السمنة يكون أكثر عرضة لخطر الإصابة ببعض الأمراض في المستقبل. ويظل إنقاص الوزن ضروريًا لتحسين التشخيص، على سبيل المثال فيما يتعلق بألم المفاصل أو ظهور السرطان.