مرضى السكري : انتبهوا لهذا الأمر !

 

نتائج مرض السكري، ريجيم السكري، أنواع داء السكري، السكري ويكيبيديا، الفرق بين السكري النوع الأول والثاني، أعراض بداية السكري، السكري النوع الثالث، أطعمة السكري

يبدو أن اضطراب الساعة البيلوجية يلعب دورًا مهمًا في الأمراض المتعلقة بالاستقلاب أو الأيض في الجسم والتي ارتفعت بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة، وخاصة مرض السكري.


في الواقع، إذا كان العلماء بدأوا يفهمون تأثير التعاقب بين النهار والليل على الأنسولين وإدارة مستويات السكر في الدم من قبل الجسم، فماذا عن الآليات التي تلعب دورا في ذلك ؟ وكيف يفعل الجسم ليدير ساعته البيلوجية ؟


إن التوازن بين إفراز وتأثير الهرمونات ضروري لحسن سير عمل الجسم. وبالتالي، فإن إفراز العديد من الهرمونات، وخاصة الأنسولين، يختلف خلال مدار 24 ساعة، ويبدو أن أي تعديل في هذه الإيقاعات يزيد من احتمالية الاصابة بالأمراض الأيضية. لمزامنة ايقاع ساعته البيلوجية، يأخذ الجسم في الاعتبار عنصرين أساسيين : تعاقب الضوء والظلام، وكذلك تعاقب تناول الطعام والصيام. وهكذا ينتقل الضوء الذي ترصده الخلايا العصبية في شبكية العين إلى الدماغ، والذي بدوره ينظم الساعات البيلوجية المحيطية الموجودة في أجزاء مختلفة من الجسم.


من خلال فهم كيفية ربط الدماغ لتأثير الأنسولين بالضوء، تمكن باحثون من جامعة جنيف (UNIGE) من فهم كيفية تغير الحساسية للأنسولين اعتمادًا على الايقاع الزمني على مدار اليوم، وكذلك على الأعضاء المعنية. في الواقع، لوحظت اختلافات كبيرة اعتمادًا على الأنسجة (الكبد ، الأنسجة الدهنية ، إلخ). وقد وجد الباحثون أن الخلايا العصبية للنواة تحت المهاد البطنية، وهي جزء من الدماغ، هي المسؤولة عن هذا التوازن الدقيق.


وهذا يدل على شيئين : أولا، يتم تنظيم آلية الساعة البيلوجية بشكل مختلف من قبل الدماغ اعتمادًا على الأعضاء المعنية، ولكن من ناحية أخرى، فإن اضطراب واحد فقط في هذه المسارات التنظيمية يكفي للزيادة بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض السكري.


لتقييم مدى تأثير الضوء على حساسية الأنسجة للأنسولين، قام الباحثون بقياس امتصاص الأنسجة للجلوكوز الناجم عن الأنسولين. واتضح أن اضطرابًا ولو بسيطًا في التعرض للضوء (على سبيل المثال ساعة واحدة من الضوء في فترة الليل أو عدم التعرض للضوء لمدة يومين) يكفي لإحداث تأثير سلبي. في الواقع، يمكن أن تؤثر الزيادة أو النقصان في الضوء بشكل عميق على حساسية الأنسجة للأنسولين، كما أن تغيير هذه الآلية، ولو بشيء ضئيل، يكفي لتعطيل الاستقرار الأيضي. وهذا من شأنه أن يفسر لماذا عندما يتعرض الناس للضوء في الوقت الخطأ، على سبيل المثال - الذين يعملون بالليل، هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الأيض، بما في ذلك مرض السكري.


اليوم، يعاني أكثر من 450 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من مرض السكري، ويحتاج الكثير منهم إلى حقن الأنسولين يوميًا. وعندما لا يتم إنتاج الأنسولين داخل الجسم بكميات كافية، كما هو الحال لدى مرضى السكري من النوع الأول، فإن العلاج بحقن الأنسولين يبقى هو العلاج الوحيد المتاح لهم، ولكنه لا يخلو من المخاطر- والخطر الرئيسي هو نقص السكر في الدم الذي يمكن أن يكون خطيرًا ويمكن أن يؤدي إلى غيبوبة وحتى الموت.


في الممارسة العملية، يتم حساب كمية الأنسولين التي يتم حقنها للمرضى بناءً على كمية الكربوهيدرات التي يتناولونها. إذا كان اختلاف حساسية الأنسولين، كما أشارت نتائج البحث، يتبع اختلاف فترات اليوم وإيقاع الساعة البيولوجية لكل فرد، فيجب أخذ هذه الأشياء في الاعتبار حتى يتمكن كل مريض من استخدام علاجه بشكل أفضل والحد من المخاطر. وبالإضافة إلى الأنسولين، يحتاج فحص تأثير اختلاف أوقات اليوم على فعالية العلاجات الدوائية الى المزيد من الدرسات على نطاق أوسع.