يواجه العديد من الأزواج صعوبة في إنجاب طفل. ويمكن ربط هذه المشاكل بعوامل مختلفة، بما في ذلك نمط الحياة والصحة العامة والخيارات الغذائية. وفي كثير من الأحيان، ينتهي بهم الأمر باللجوء إلى وسائل أكثر تعقيدا :
- تحفيز المبيض عن طريق الأدوية الكيميائية (التي يمكن أن تؤدي إلى إنجاب توأم، أو ثلاثة توائم، وما إلى ذلك)؛
- التلقيح الاصطناعي : في وقت الإباضة، يتم إدخال الحيوانات المنوية مباشرة إلى الرحم؛
- أو حتى الإخصاب في المختبر : نقوم بتخصيب البويضات في المختبر ثم نقوم بنقل الأجنة إلى رحم الأم المستقبلية.
هذه العلاجات "التكنولوجية" تصنع ثروة أطباء أمراض النساء. ولكن بالنسبة لبعض الأزواج، فهي الملاذ الأخير لإنجاب طفل.
لكن ما يؤسف حقا هو أننا لا ندفع الأزواج إلى تجربة "علاجات طبيعية" أولاً.
في هذا المقال سوف نقدم نصائح لا تهم النساء فحسب بل تهم أيضًا جميع آباء المستقبل، دون استثناء، لأنها تعزز أيضًا سير الحمل بسلاسة والصحة الكاملة للطفل المستقبلي !
أهمية إزالة السموم لعلاج مشاكل الحمل
أحد الجوانب الحاسمة لتحسين الخصوبة هو البدء بإزالة السموم (detox) من الجسم. يمكن للسموم المتراكمة، من النظام الغذائي والبيئة وبعض المواد الكيميائية، أن تغير نوعية الخلايا التناسلية وتقلل من فرص الحمل.
من الضروري اعتماد نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات العضوية والبروتينات عالية الجودة والدهون الصحية، مع تجنب السكريات المكررة والأطعمة المصنعة. تلعب إدارة الإجهاد، من خلال ممارسات مثل التأمل واليوجا، دورًا رئيسيًا أيضًا، حيث يمكن للإجهاد المزمن أن يعطل التوازن الهرموني. من خلال تقليل التعرض للسموم وتبني نمط حياة متوازن، يمكن للأزواج بشكل طبيعي تحسين فرصهم في الحمل.
ولكن هنا أود أن أؤكد على أحد الحلول الذي أثبث فعاليته. إنه – مفاجأة – جرعة عالية من فيتامين سي !
علاج مشاكل الحمل : تجارب واعدة على خنازير غينيا
هذه القوارض الصغيرة هي الحيوانات الوحيدة، مع القرود، التي تجعل من الممكن اختبار فوائد فيتامين C بشكل صحيح (لأن خنازير غينيا فقدت، مثلنا، القدرة على إنتاج ها الفيتامين بمفردها منذ بضعة ملايين من السنين).
فهل تعلمون ماذا حدث عند إعطاء جرعات عالية من فيتامين سي لإناث خنازير غينيا ؟
النتيجة مذهلة. بالمقارنة مع الإناث الأخريات، كان لديهن :
- عقم أقل
- عدد أكبر من حالات الحمل (أكثر بنسبة 50٪!)
- والمزيد من الولادات (219 مقابل 90!).
- في المجمل، سمحت الجرعات العالية من فيتامين C للإناث بإنجاب 2.4 مرة أكثر من الولادات!
وما يثير الدهشة أن المجموعة المرجعية (بالإنجليزية : Control group) لم تكن تعاني من نقص خطير في فيتامين سي.
وهذا دليل على أن جرعة فيتامين C التي تساعد على تجنب النقص الواضح لا تكفي للبقاء بصحة كاملة وخصوبة 100% !
درس مهم آخر من نتائج هذه الدراسة : صحة الطفل تتأثر أيضًا بفيتامين سي. لأن صغار الإناث اللاتي تناولن جرعات عالية من فيتامين سي نجوا أكثر من غيرهم.
وعلاوة على كل ذلك، تتأثر صحة الأم الحامل أيضًا بفيتامين سي!
خلال الحمل الأول، توفي ضعف عدد الإناث في المجموعة التي تناولت جرعة منخفضة من فيتامين C مقارنة بالمجموعة التي تناولت جرعة عالية.
وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على أن فيتامين C ضروري لحمل دون مشاكل !
وقد أكدت دراسة أخرى نشرت عام 2023 هذه النتائج : جرعات جيدة من فيتامين C قبل الحمل ساعدت في تقليل العقم لدى الخنازير الغينية بنسبة 50٪ !
بالإضافة إلى ذلك، فإن الجرعات العالية من فيتامين C تقلل أيضًا من عدد حالات الإجهاض (إعادة امتصاص الجنين) بمقدار 5 مرات أقل !
وقد خلص الباحثون الى ما يلي :
إن ما خلصنا إليه هو أن النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة منخفضة من فيتامين C يؤدي إلى حالة من ضعف الخصوبة، ويقلل من الخصوبة الإجمالية ويؤثر سلبًا ليس فقط على الحمل ولكن أيضًا على صحة النسل.
وكل شيء يشير إلى أن هذه النتائج يمكن أن تكون ذاتها على البشر.
أثناء فترة الإباضة تزداد احتياجات النساء من فيتامين C
إنها ظاهرة نلحظها لدى جميع أنواع الحيوانات تقريبًا : في وقت الإباضة، تميل الإناث إلى تركيز فيتامين C في المبايض.
والنساء لسن استثناءً من هذه "القاعدة".
في وقت الإباضة، تميل النساء إلى "الاحتفاظ" بفيتامين C في أجسامهن (نعلم ذلك لأننا نجد كمية أقل من هذا الفيتامين في البول على وجه التحديد في هذا الوقت من الشهر).
وهذه علامة على أنهن بحاجة إلى كميات جيدة من فيتامين C من أجل إباضة ناجحة !
وهذا ليس مفاجئًا عندما نعلم أن فيتامين سي يساهم في تركيب :
- الكولاجين، بطبيعة الحال، ضروري للنمو السليم للجسم الأصفر؛
- ولكن أيضًا الهرمونات الضرورية للإباضة، مثل البروجسترون والأوكسيتوسين.
فيتامين C لحيوانات منوية أكثر صحة
من المعلوم أن العقم عند الرجال وحده هو السبب في 20 إلى 30% من حالات عدم أو تأخر الإنجاب. وعندما يضاف إلى انخفاض خصوبة المرأة فيصير مسئول عن نصف مشاكل صعوبة الحمل. فهل يمكن لفيتامين C أن يساعد آباء المستقبل ؟
يمكن أن يكون فيتامين C مفيدًا للرجال. في الواقع، يحتوي السائل المنوي على فيتامين C أكثر بـ 10 مرات مما يحتويه الدم، وهو أمر مثير بالنظر الى أن الخصيتين ليس لهما الأولوية في التزود بهذا الفيتامين. حيث يتم تزويد الدماغ في المقام الأول. بالإضافة إلى ذلك، تظهر الدراسات أن فيتامين C يمكن أن يحسن جودة الحيوانات المنوية، مما قد يساعد في خصوبة الرجال.
سواء تعلق الأمر بعدد الحيوانات المنوية، أو تركيزها، أو حركتها، أو شكلها، تتحسن جميع هذه المعايير تقريبًا عند تناول جرعات جيدة من فيتامين C !
في ضوء كل هذه الدراسات، على كل الأزواج الراغبين في الإنجاب – رجالًا ونساءً – بتناول ما لا يقل عن 500 مليغرام من فيتامين سي صباحًا وظهرًا ومساءً (أوغرام واحد صباحًا ومساءً) وأن يستشيروا قبل تناول المكملات مع طبيبهم للتأكد من خلوهم من أمراض قد تتفاقم مع تناول كميات كبيرة من فيتامين سي.