ماذا يحدث في جسمك إذا أفرطت في تناول السكريات ؟

السكر الطبيعي، أنواع مرض السكري، أعراض مرض السكر، متى تظهر أعراض السكر، بحث عن مرض السكري، علاج مرض السكري، السكر الوراثي، مرض السكري


عندما تتناول الكثير من الكربوهيدرات ذات مؤشر (glycemic index) مرتفع (مؤشر يقيس سرعة ارتفاع السكر في الدم)، يرتفع سكر الدم فجأة. فيتم حث البنكرياس على صنع المزيد من الأنسولين لخفض مستويات السكر في الدم.


والأنسولين هو بمثابة (مفتاح) الذي يفتح (باب) الخلايا للسماح للسكر بالدخول، وتخزينه فيها على شكل دهون. لكن المشكلة هي أن الخلايا لا يمكنها قبول الكثير من الأنسولين بشكل متكرر. وبالتالي تصير ’’حساسيتها‘‘ للأنسولين ضعيفة. فيضطر البنكرياس الى صنع المزيد من الأنسولين لدفع السكر الموجود في الدم داخل الخلايا.. فالمفتاح (الأنسولين) لا يفتح القفل كما كان يفعل من قبل : والحل هو رفع الجرعة !


لكن الخلايا تكره هذه الجرعة الزائدة من الانسولين فتصبح أكثر مقاومة له.. فيدخل الجسم في حلقة مفرغة رهيبة !


وهكذا، بدون توقف، يتراكم الكثير من السكر في الدم، لأن الأنسولين لم يعد فعّالا. وهذا هو ما يسمى بمرض السكري من النوع الثاني (2).


لكن ما يحدث في الدماغ، هو أسوأ بكثير.. في الواقع، خلايا المخ لا تحتاج إلى الأنسولين ’’لتبتلع‘‘ السكر الموجود في الدم. لذا فكلما ارتفع السكر في الدم، ارتفع أيضا في الدماغ.


المشكلة هي أن خلايا الدماغ لا تستطيع استخدام هذا السكر بشكل فعال بدون الأنسولين ! لذا إذا لم يعد ’’مفتاح‘‘ الأنسولين يفتح ’’الأقفال‘‘ بشكل فعال.. يعجز الدماغ عن تحويل السكر إلى طاقة !


هل تدركون الآن مدى خطورة مقاومة الأنسولين ؟ فبغض النظر عن كمية السكر الموجودة في الدماغ، يبقى هذا الأخير ’’يتضور جوعاً ‘‘ لأنه لا يستطيع أن يتغذى على هذا السكر !  فيبدأ على الفور في التدهور.. بدءًا من الذاكرة. وهذا هو السبب في أن 80٪ من مرضى الزهايمر يعانون من مقاومة الأنسولين أو مرض السكري من النوع الثاني (2) !


وهذا هو السبب أيضا في أن النظام الغذائي المنخفض الكربوهيدرات (نظام الكيتو) يفيد جدا مرضى الزهايمر ! طبعا، هذا الأمر لا ينجح بالضرورة مع الجميع. ولكن هناك أمر مؤكد : فبالنسبة للملايين من الناس، فإن النظام الغذائي المنخفض الكربوهيدرات يعتبر ’’معجزة صغيرة‘‘ تساعد على فقدان الوزن بشكل فعّال.. وتعكس أعراض مرض السكري من النوع الثاني (2).. وتزيد من فرص الشفاء من مرض السرطان.. بل وحتى تعكس أعراض مرض الزهايمر!


هل يمكن أن يتسبب تناول الكثير من السكر في الموت ؟


إن أفضل طريقة للبقاء بصحة جيدة هي تبني نظام غذائي صحي ومتوازن. ولكن أيضا الحذر أيضًا من تناول كميات كبيرة جدًا من الطعام (ما زاد عن حده انقلب الى ضده)، خاصةً إذا كان حلوًا أو دسما جدًا. لكن هل يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى الموت ؟


"الجرعة الزائدة" من السكر لا تقتل


من المعلوم أن تناول الكثير من السكر يمكن أن يكون له، على المدى الطويل، آثار ضارة على الصحة. في الواقع، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن أو حتى الإصابة بالسمنة ويعزز حدوث بعض الأمراض، مثل مرض السكري من النوع (2)، واضطرابات القلب والأوعية الدموية أو حتى أشكال معينة من السرطان.


لكن هل يمكن أن يؤدي استهلاك الكثير من السكر إلى الموت ؟ لقد حاولت الجمعية الكيميائية الأمريكية الإجابة على السؤال. حيث ذكّرت أولاً أن جرعة السكر التي تزيد من خطر الوفاة بنسبة 50٪ كبيرة جدًا.


ومع ذلك، فإن ذلك يعتمد على وزن المستهلك. وبالتالي، فإن الشخص الذي يزن 65 كلغ يجب أن يأكل ما يقرب من 2 كلغ من السكر للوقوع في هذا المأزق. في الواقع، من الصعب أن نتخيل أحدا يستطيع، في وقت قصير نسبيًا، تناول مثل هذه الكمية من السكر أو الأطعمة الحلوة.


السعة الكبيرة للمعدة


ولكن يبرز سؤال آخر من نفس القبيل : عسر الهضم الناتج عن تناول كمية كبيرة جدًا من المعجنات أو وجبة وفيرة جدًا، ألا يمكن أن يكون له عواقب مميتة ؟


الجواب على هذا السؤال هو لا. لأن قدرة المعدة على التوسع كبيرة جدًا. حيث يمكن أن تنتفخ هذه الأخيرة لتوفر سعة تصل إلى 4 لترات، في حين أن سعتها لا تتعدى 0.5 لتر في حالة الراحة.


لذلك خطر ’’انفجار‘‘ المعدة هو ضئيل جدا. وعندما تصل إلى أقصى طاقتها، يقوم الجسم بتحفيز عملية القيء مما يسمح للمعدة بالتفريغ شيئًا فشيئًا.


وهنا يكمن الخطر المميت. في الواقع، إذا كان القيء عنيفًا بعض الشيء، ومتتابعا، فقد يتسبب ذلك في تمزق جدار المريء. وفي حالة حدوث مثل هذا التمزق، يلزم التدخل الجراحي العاجل.


الملح والسكر: زواج خراب !


غالبًا ما تقوم صناعة الأغذية بالجمع بين الملح والسكر كمواد حافظة أو للرفع من المذاق. لكن أظهرت العديد من الدراسات أن الملح يزيد من امتصاص السكر في الأمعاء. لذلك فمن المستحسن عدم تناولهما معا في  وجبات الطعام، سواء للأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة وحتى لمرضى السكر.