من قال إن الملح ضارّ ؟

فوائد الملح، الملح الطبي، فوائد وأضرار الملح، أضرار الملح، الفرق بين الملح العادي وملح اليود، أنواع الملح، فوائد الملح للعضلات، مكونات الملح

الملح من أنفع المعادن وأعجبها. فمنذ ألوف السنين وهو يطيّب تاريخنا ولغتنا وطعامنا.


كان الملح ثمينا في روما القديمة الى حد انه كان يدفع للجنود كجزء من راتبهم. وفي المناطق التي يندر فيها الملح قيل أن الملح كان يقايض بالذهب وزنا بوزن. وفي بلاد الاغريق كان من الشائع مبادلة الملح بالعبيد، ومن هنا صيغ التعبير : ’’ إنه لايساوي ملحه‘‘.


يستخدم الملح في منتجات المخابز والأطعمة الجاهزة والمعلبة والصلصة والحساء والتوابل والحبوب والحليب ومشتقاته والدجاج واللحوم. وهو، الى ذلك، حافظ للطعام فائق الفعالية، اذ انه يعوق نمو الكائنات المجهرية التي تسبب التلف، وهو أتاح حفظ الطعام قبل ابتكار تقنيات التبريد بوقت طويل.


ولكن في السنوات الأخيرة أطلق سيل من التصاريح التي تندد بالملح على أنه ضارّ للمرء، بصرف النظر عن حالته الصحّية. لكن الكثير من الأطباء والباحثين في مجال الطب بدأوا يشعرون بأن الذعر من الملح جاوز الحد. فتوصية جميع البشر بتجنب الملح لامبرر لها.


في الواقع، لاحياة لنا بلا ملح. ان جسم الانسان في حاجة دائمة الى ملح الطعام أي ’صوديوم كلوريد‘ ( 39 % صوديوم و61 % كلوريد). ينحل الملح في الجسم وينفصل الى أيونات صوديوم وأيونات كلوريد تؤدي كل منها عملاً خاصاً. فالكلوريد يحفظ التوازن المائي بين الخلية وجوارها، ويؤدي دوراً في عملية الهضم، ويقترن بالصوديوم للحفاظ على التوازن الحمضي/ القلوي في الدم، وهو عامل أساسي في الحياة.


ويساعد الصوديوم في تنظيم كمية الدم في الجسم وضبط ضغط الدم. وهو يسهّل نقل الدوافع العصبية. كما أنه ضروري لتقلصات القلب والعضل.


وبهدف وقايتنا من خطر زيادة الملح أو نقصه في أجسامنا، تفرز الكلى الكميات الزائدة، وحين يكون هناك نقص في الملح تفرز الكلى الماء من دون الملح.


لولا هذا المعدن الحيوي لتعذر على أجسامنا أن تؤدي وظائفها. لذلك يحقن محلول ملحي داخل الوريد في غرف ’’ العناية الفائقة‘‘ في المستشفيات، وأثناء العمليات الجراحية، فيحول دون إصابة المرضى بالصدمة.


إن نقص الملح يسبب تشنج العضل والغثيان وانخفاض المقاومة. وكان نقص الملح لدى جنود نابليون وجياده سببا في الاحوال المروّعة التي عانوها لدى تقهقرهم من روسيا عام 1813. وقد توفي ألوف منهم حين فقدت أجسامهم قدرتها على مقاومة العدوى والامراض بسبب فقدانها الملح.


الملح في الصناعة


أقل من 5 % من الملح يستخدم في تحضير الطعام البشري. وكبرى الكميات المستهلكة تستخدم في تذويب الجليد في الطرق. ويتيح الملح صنع الزجاج والصابون والبلاستيك والورق والدهان والمطاط الاصطناعي والأدوية ومستحضرات التجميل والبطاريات. ومن دون الملح لا سبيل الى قيام صناعات كيميائية.


قلة الملح تضر


معظم العلماء يعترفون أنهم لايعرفون ما إذا كانت زيادة استهلاك الصوديوم تؤدي الى ارتفاع ضغط الدم. فهناك فعلا دليل علمي متنامٍ على عوامل أخرى قد تؤثر في هذا الشأن، كنقص الكالسيوم والبوتاسيوم وربما المغنيزيوم، والبدانة (التي تفوق الصوديوم خطراً) والاستعداد الوراثي والضغط والاجهاد.


الملح هو العنصر الطبيعي الرقم واحد في كل أنسجة الجسم. والفكرة القائلة، بأنك لست في حاجة إليه هي فكرة خاطئة. وما لم يثبت لك طبيبك أنك تعاني مشكلة صحية ناجمة عن الملح، فما من سبب يدعوك الى الاقلاع عن تناوله، طبعا، باعتدال.


وقد تتساءلون ما هو مقدار الملح في أطعمتنا الذي يفوق كثيراً حاجتنا ؟


يتفق الخبراء الطبيون على أن المرء يجب أن يمارس الاعتدال الحكيم في استهلاك الملح. وقد يحتاج الرجل العادي الى كمية تتراوح بين 4 و10 غرامات يوميا، أو بين نصف ملعقة صغيرة وملعقة ونصف. نحو غرام أو غرامين من هذه الكمية متوافر في الصديوم الكائن طبيعيا في الطعام. وتؤمَّن بقية الكمية في تصنيع الطعام وطبخه واضافة الملح اليه على المائدة.


أما الذين يعانون أمراض الكلى والكبد والقلب فيجدر بهم التزام كمية محدودة من الملح في طعامهم اذا نصح الطبيب بذلك.


لماذا يحفظ الملح الطعام ؟


قبل أن يتم اختراع الثلاجات بوقت طويل، أي حتى نهاية القرن التاسع عشر، كانت إحدى طرق حفظ الأطعمة القابلة للتلف (مثل الأسماك واللحوم) هي الملح.


كيف نفسر أن الملح، هذا المعدن البسيط، يطيل تاريخ صلاحية استهلاك الطعام ؟ السر يكمن في قدرته على امتصاص الرطوبة والاحتفاظ بها.


وهكذا، فإن حرمان البكتيريا، المتواجدة في الطعام، من الماء، يحد من تكاثرها إلى حد كبير. وبالتالي، تتباطأ عملية التعفن. وهذا مفيد جدًا لأن هذه العملية (عملية التعفن) سريعة جدًا. في الظروف العادية، انطلاقا من مجموعة من 10 جراثيم، بعد ساعة واحدة يصبح هناك 80 جرثومة. وفي 5 ساعات 320.000 بكتيريا، ثم يتباطأ التكاثر ولكن معظم اللحوم تصبح سامة.


هناك نوعان من تقنيات التمليح :


أولا ما يسمى بالتمليح ’’الجاف‘‘. يتجلى في نشر الكثير من الملح على سطح الطعام. ولتكون لديكم فكرة عن الكميات، فإن 10 كيلوغرامات من اللحم تحتاج الى 5 كيلوغرامات من الملح. في 6 أسابيع يفقد اللحم ربع وزنه ويمكن تخزينه لعدة أشهر.


وهناك الأسلوب الثاني، ولكنه أقل فعالية، وهو المحلول الملحي. يوضع الطعام في ماء مالح بنسبة تصل إلى 10٪. حيث يتم امتصاص الماء الأقل ملوحة من اللحم، وفي المقابل يدخل بعض الملح إلى الطعام. وهكذا تكون تركيزات الملح متوازنة، وهذا ما يطلق عليه بالتناضح (Osmosis).


يمكن للمحلول الذي يحتوي على 10٪ من الملح أن يكبح نشاط تقريبًا جميع الكائنات الحية الدقيقة. ولكن عند هذا المستوى، تصبح العديد من الأطعمة غير قابلة للأكل (مالحة للغاية). على سبيل المثال، بالنسبة للحوم، يوصى بنسبة 2٪ وللأسماك بين 3 و 4٪ من الملح.


لماذا ملح الهيمالايا وردي اللون ؟


ملح الهيمالايا له شهرة كبيرة جدا في جميع أنحاء العالم. في الواقع، بالرغم من أن إسمه مرتبط بجبال الهيمالايا، إلا أنه ليس مصدره هذه السلسلة الجبلية، ولكن يتم جلبه من منجم في باكستان، وهو قريب جدًا منها.


ظهرت هذه الكتل الملحية بعد تبخر بحر داخلي، منذ 800 مليون سنة. ويبدو أنه تم استغلال ملح المنطقة منذ قرون. إنه اليوم في منجم Khewra، الذي تم افتتاحه في عام 1872.


يقع هذا المنجم على ارتفاع 300 متر فوق مستوى سطح البحر، والذي تنحدر أنفاقه إلى عمق 600 متر، وهو ثاني أكبر منجم ملح في العالم. يستخرج عدة مئات من عمال المناجم، الذين ينتشرون على طول 40 كيلومترًا من الأنفاق التي يتكون منها المنجم، ما يقرب من 400 ألف طن من الملح كل عام.


يأتي ملح الهيمالايا على شكل بلورات تجعل سمكها يشبه الملح الخشن. يحظى ملح الهيمالايا بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم. أولاً بسبب لونه الخاص. الملح الذي نستهلكه في أغلب الأحيان أبيض اللون. بينما هذا الملح لونه وردي. وسبب لونه هذا أنه يحتوي على الكثير من أكسيد الحديد.


أصحاب الذوق الرفيع من الطهاة وغيرهم مغرمون به جدا، لأن نكهته مشهورة بأنها أكثر رقة من نكهة ملح البحر. ومع ذلك، فهو أكثر ملوحة قليلاً من الملح الكلاسيكي. بالإضافة إلى أنه يحتوي، ولكن بكميات قليلة جدًا، على معادن مفيدة للصحة، مثل البوتاسيوم أو المغنيسيوم، والتي لا توجد في ملح الطعام الكلاسيكي.


إنه أيضًا منتج طبيعي للغاية. وذلك لانه لم يتعرض لتلوث الهواء أو الملوثات الموجودة في البحار. علاوة على ذلك، لا يخضع لأي معالجة معينة. لذلك فهو منتج خام، وبالتالي غير مكرر، ولا تضاف إليه أي مواد كيميائية.


على الرغم من أنه يتعرض، اليوم، الى منافسة مع إنتاجات من بلدان أخرى، إلا أن ملح الهيمالايا يستخدم أيضًا في صناعة مصابيح الملح التي تستخدم كمنقي للهواء.


مصباح الملح هو مصباح زخرفي مصنوع من قطعة مجوفة من الملح الصخري الوردي تحتوي على مصباح بداخله. عند إضاءته، يعطي مصباح الملح وهجًا دافئًا وردي مائل إلى الحمرة. يتم استخراج بلورات الملح المستخدمة في المصابيح يدويًا من جبال الهيمالايا وهي مصنوعة يدويًا خصيصًا للتميز. فيما يلي بعض التفاصيل الإضافية حول مصابيح الملح :


الفوائد الصحية : يُعتقد أن مصابيح الملح تجذب المواد المسببة للحساسية والسموم والملوثات إلى أسطحها وتنتج أيونات سالبة الشحنة لها فوائد صحية. ومع ذلك، فإن الأدلة العلمية لدعم هذه الادعاءات نادرة.


أصناف مصابيح الملح : تأتي مصابيح الملح بأحجام وأشكال مختلفة، تتنوع من مصابيح ليلية صغيرة إلى مصابيح كبيرة يمكن أن تضيئ غرفة كاملة.


سعر مصابيح الملح : يختلف سعر مصابيح الملح حسب الحجم والجودة والتصميم. يمكن أن تتراوح أسعارها من حوالي 10 دولارات إلى أكثر من 100 دولار.


دليل شراء مصابيح الملح : عند شراء مصباح ملح، يوصى باختيار حجم أكبر للغرف الأكبر. من المهم أيضًا التأكد من أن المصباح مصنوع من ملح الهيمالايا عالي الجودة ويأتي مع سلك ومصباح معتمد من UL.