على هذه الصورة يظهر شاب سعيد ! يستمتع بوقته برفقة أصدقائه وليس هناك ما يدل على أن الأمر عكس ذلك.. في الواقع، الشاب على الصورة يدعى (سام بالارد)، كان يحتفل مع مجموعة من زملائه وكانت الأمور بخير الى أن اتخذ قرارا سيندم عليه طول حياته..
في عام 2010، كان (سام بالارد)، لاعب الركبي (Rugby) البالغ من العمر 19 عامًا، يشرب النبيذ الأحمر مع أصدقائه عندما رأى بزاق (حلزون لا قوقعة له) يزحف في مكان قريب منهم.
فانتابت الشباب النصف مخمورين، فكرة أكل هذه البزاقة.
هيا يا أصدقاء ... تعالوا ! إنه مجرد حلزون بدون قوقعة، ربما قد يسبب لك ألم في المعدة، إسهال بسيط.. لكن هذا التحدي سيجعلنا نضحك أسبوع على الأقل، ونتباهى أمام الكل بهذا الإنجاز.. أليس كذلك ؟
قرر (سام) أن يلتهم البزاق ويبهر أصدقاءه، وبعد فترة وجيزة شعر بالضعف واشتكى من ألم شديد في ساقيه.. بعد الفحص الطبي، اكتشف (سام) أنه أصيب بالدواد أو الداء الديداني المعروف أيضًا باسم عدوى الديدان أو أيضا دودة الرئة (lungworm) بسبب البزاقة المصابة.
كما يوحي اسمه، فهو مرض تسببه دودة تسبب الشلل وهي تتواجد بشكل شائع في رئتي الفئران، ولكن يمكن العثور عليها أحيانًا في برازها. وعلى ما يبدو فإن هذه البزاقة التي تناولها (سام) قد كانت في اتصال مع براز الفئران، أو حتى أكلته.
عندما يأكل الإنسان حيوان مصاب بهذه الدودة، يصاب بها أيضا. لسوء الحظ، لا يستطيع البشر التخلص من الدودة مثل الفئران. بدلاً من ذلك، تبقى في جسم الإنسان واعتمادًا على المكان الذي تنتهي فيه هذه الدودة، يمكن أن تكون الاعراض خفيفة مثل الصداع أو الغثيان أو الحمى أو تصلب الرقبة.. أو حالة خطيرة مثل حالة (سام).
لقد دخل (سام) في غيبوبة واستيقظ مشلولًا تمامًا وظل كذلك حتى وفاته عام 2018.
كما قرأتم، فإن ابتلاع الحلزون أو البزاق نيئًا يعد فكرة سيئة تماما. وهذا ينطبق أيضًا على الضفادع وسرطان البحر أو جمبري المياه العذبة. من الأفضل غلي هذه الأطعمة لمدة ثلاث دقائق على الأقل أو طهيها في درجة حرارة تبلغ 74 درجة مئوية، كما هو الحال مع الدجاج، لمدة 15 ثانية على الأقل للقضاء على أي طفيليات.
يجب التخلص من الحلزون والبزاقات والفئران بالقرب من المنازل والحدائق لتقليل المخاطر. يجب تنظيف الخضار جيدًا في حال تناولها نيئة، ويجب تغطية أي أوعية تحتوي على المشروبات أو السوائل لإبعاد البزاقات أو الحلزونات.
أضرار البزاق على الإنسان
البزاق ليس ساما للبشر. حتى أنه تم استخدام خلاصته في العلاج لخصائصها المانعة للسعال. ومع ذلك، تتغذى بعض الأنواع على الجثث، التي يحتمل أن تكون مصابة بالطفيليات والعدوى، كما تتغذى على النباتات السامة في بعض الأحيان مثل الشوكران الكبير (بالإنجليزية : Conium). لذلك يجب تجويع هذه الرخويات لعدة أسابيع حتى يكون لديها الوقت للتخلص من هذه المواد السامة. بالإضافة إلى ذلك، يجب طهيها جيدًا قبل الاستهلاك للقضاء على البكتيريا والطفيليات المسببة للأمراض. ومع ذلك، يبدو أن هذه الرخويات لا يأكلها أي شخص. ربما لأن مظهرها وجلدها السميك يجعلها من الأطعمة التي لا تروق للناس.