بفضل التقدم في الطب، وتحسن مستوى العيش، أصبح البشر يعيشون لعمر أطول وأطول. بعد سن التقاعد، غالبًا ما تبدأ حياة جديدة. حيث يدفع بلوغ الأبناء لسن الرشد وخروجهم من المنزل الآباء في بعض الأحيان إلى الرغبة في بدء حياة جديدة أو إعادة اكتشاف الذات مع شريك الحياة. فتصبح الحياة الجنسية بعد ذلك شيئا يشعر فيه الأزواج بأنهم أكثر خبرة وأكثر جرأة وحزمًا مما كانوا عليه عندما كانوا في العشرين من العمر.
الجنس، رغبة تسحر جميع الفئات العمرية
هناك العديد من الدراسات التي تؤكد حقيقة أن كبار السن ما زالوا مهتمين، في الغالب، بمسائل الحياة الجنسية. كما هو الحال مع دراسة ’’Stacy Tessler Lindau‘‘ التي أكدت أن أكثر من نصف الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا يواصلون ممارسة العلاقات الجنسية. أما دراسة Bortz and Wallace فقد حددت عادات كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 94 عامًا، حيث لا يزال 17 ٪ منهم يمارسون الجنس أسبوعياً.
هل ممارسة العلاقة الحميمية في سن متقدمة أمر خطير على الصحة ؟ وما هي المخاطر التي يتعرض لها كبار السن عند ممارسة الجنس ؟
الجنس بعد 60 : خطر على الرجال
من الشائع أن النشاط الجنسي يحافظ على الصحة. في الواقع، هذا صحيح إلى حد ما بالنسبة للشباب، إلا أن الفوائد تصير أقل عندما يكون الأفراد المعنيين من الرجال فوق سن الستين.
وهكذا كشفت دراسة اجتماعية أجريت في الولايات المتحدة في بداية القرن الحادي والعشرين عن نتائج غير متوقعة. لقد شهد الرجال المسنون الذين مارسوا نشاطًا جنسيًا بانتظام، أي مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، زيادة خطر كبيرة تعرضهم لأزمة قلبية في غضون 5 سنوات مقارنة بالأفراد الذين ليس لديهم نشاط جنسي.
السبب الذي قدمه الباحثون هو أن العلاقة الجنسية تتطلب الكثير من الجهد البدني والضغط على الرجل. في الواقع، مع تقدم العمر، يصبح الانتصاب أكثر صعوبة، وكذلك النشوة الجنسية. ويضاف إلى ذلك تناول الأدوية التي تزيد من الرغبة الجنسية، بما لها من آثار ضارة على صحة القلب والأوعية الدموية.
على النساء الأكبر سناً مواصلة نشاطهن الجنسي
على عكس الرجال، استفادت النساء فوق الستين من العمر العديد من الفوائد من النشاط الجنسي المستمر. حيث يقل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو تفاقمه لديهن، بشرط أن يشعرن بالمتعة في العلاقة الحميمية. لأن الهرمونات التي تفرزها النشوة الجنسية الأنثوية لها تأثير إيجابي على الصحة.