الغبار والفول السوداني لعلاج الحساسية !

أنواع الحساسية، الحساسية الجلدية، أنواع الحساسية التنفسية، علاج الحساسية في المنزل، أعراض الحساسية الصدرية، أنواع الحساسية الجلدية بالصور، علاج الحساسية الجلدية، علاج الحساسية

يعاني الكثيرون من مشاكل الحساسية التي تؤثر على جودة حياتهم اليومية. يتناول هذا المقال تقنية مبتكرة تستهدف زيادة تركيز المادة المثيرة للحساسية كوسيلة فعّالة للتحكم في أعراض الحساسية وتقليل التأثيرات السلبية.


في 21 نوفمبر 2016، في "ملبورن"، أستراليا. كان الجو حار للغاية، وخانقا جدًا أيضًا.. وفي نهاية فترة ما بعد الظهر، هبّت عاصفة هوجاء. وهطلت أمطار طوفانية على المدينة. وبسرعة كبيرة، أرهقت الكارثة رجال الإطفاء واكتظت غرف الطوارئ بالضحايا.


هرع 8500 شخص إلى غرفة الطوارئ : لم يعودوا قادرين على التنفس. مات 10 منهم. لقد تسببت هذه العاصفة في انتشار الربو التحسسي على نطاق غير مسبوق. والسبب ؟ تحت تأثير الرياح والأمطار انتشرت بقوة حبوب اللقاح.


بعد أن أصبحت هذه الأخيرة صغيرة جدًا، فإنها تغلغلت بعمق في القصبات الهوائية لسكان ملبورن. وأسوأ ما في الأمر هو أن ما بين 20 إلى 40% من الضحايا لم تكن لديهم حساسية من قبل !


إن "ربو العاصفة" هذا سلط الضوء على خطر جديد يهمنا جميعا. حتى أن منظمة الصحة العالمية تتوقع أن نصف الكوكب ستكون عندهم حساسية في عام 2050.


لذلك، يسعى العلماء جاهدين من جميع الجوانب لإيجاد الحلول.. بسبب الفشل في الفهم الكامل لأصل الحساسية.


ومن بين الأسباب الرئيسية للحساسية نجد:


- القابلية الجينية الموروثة : 3 جينات تم وراثتها عن إنسان النياندرتال تعزز الحساسية؛

- تراجع الرضاعة الطبيعية والولادة المهبلية : يصير الطفل محصنًا منذ الولادة من خلال الاتصال بالميكروبات المهبلية لأمه؛

- النظافة المفرطة التي تمنع التعرض لمسببات الحساسية منذ سن مبكرة جدًا؛

- تأخير التنويع الغذائي؛

- تلوث الهواء : فهو يزيد من أعراض الحساسية؛

- التطعيم المبكر عند الأطفال الصغار، ولكن أيضًا الإجهاد؛

- الزراعة الأحادية لأنواع الأشجار في مراكز المدن، وظهور بعض الأنواع الغازية مثل عشبة الرجيد..


إذا كانت الحساسية في الماضي تحمينا، فهي اليوم تصيبنا بالمرض ! إلا إذا كانت بمثابة تنبيه لنا لتغيير نمط حياتنا !


مجتمع الأميش لا يعانون من الحساسية بفضل ما يسمى بـ "تأثير المزرعة" !

في الواقع، لتجنب الحساسية، لا داعي للعيش معزولاً ! والدليل هو مجتمع الأميش، وهو مجتمع صغير "أنابابتست" يرفض الحياة الحديثة.


تحتوي منازلهم على غبار يحتوي على سموم (وبالتالي مواد مسببة للحساسية) أكثر بـ 6.8 مرة من منازلنا.. ومع ذلك، لا يوجد تقريبًا أي مصاب بالربو في هذا المجتمع !


فوجئ الباحثون بهذا الاكتشاف، وقاموا بتعريض الفئران معقّمَة لنفس الغبار.. واحزروا ماذا ؟ لم يصابوا بالربو على الإطلاق!


فهل هذا يعني أن هذا الغبار "يحمي" من الربو ؟


ربما نعم !


ولا بد من الإشارة الى أن الأميش يعيشون بالقرب من مزارع الألبان الخاصة بهم، وأن أطفالهم يذهبون إلى الإسطبلات في وقت مبكر جدًا، ويشربون الحليب غير المبستر.


علاوة على ذلك، فإنهم لا يقومون بتطعيم أطفالهم. ومن المعلوم أن هناك صلة بين الألومنيوم في اللقاح والربو.


بالنسبة للباحثين، ليس هناك شك في أن الحماية ضد الحساسية يتم اكتسابها منذ سن مبكرة جدًا. وكلما كانت البيئة الميكروبية أكثر ثراءً، كلما كان الميكروبيوم أفضل لدى الأطفال، وصاروا أكثر مقاومة للحساسية.


ولهذا السبب..


منع الفول السوداني عن الأطفال.. يصيبهم بحساسية الفول السوداني !

قد يبدو هذا غير بديهي... في البداية. ومع ذلك، فإن عدم إعطاء الفول السوداني للأطفال...يبدو أنه خطأ كبير.


وهو ما أوضحه طبيب حساسية الأطفال في كلية "King's College London"، الدكتور (Gidéon Lack).


لمدة 5 سنوات، تابع الدكتور (Gidéon Lack) 600 طفل تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 11 شهرًا، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين :


- المجموعة الأولى تبنت نظامًا غذائيًا خاليًا من الفول السوداني.

- والثانية تناولت حوالي 6 جرام من الفول السوداني في الأسبوع.


والنتيجة التي توصّل إليها طبيب الأطفال دوّت كالقنبلة :


"إن تناول الأطفال للفول السوداني في وقت مبكر جدًا يقلل من خطر الإصابة بالحساسية بنسبة 81%! »


لدرجة أن أطباء الأطفال في بريطانيا (والعالم) تراجعوا تمامًا اليوم !


حيث من الواضح جدًا أنه من الممكن “إيقاف العملية قبل أن تتطور”!


في الواقع، مرحلة الطفولة هي "نافذة زمنية يكون فيها الجسم أكثر تحمّلا وتقبّلا للطعام من رفضه، وإذا تمكنت من تعويد جسمك خلال هذه الفترة، فأنت أقل عرضة للإصابة بالحساسية" تجاه هذا الطعام».


تذكروا هذا جيدا : من خلال رغبتنا في توفير الحماية الزائدة لأطفالنا، فإننا في النهاية نعرضهم للحساسية بشكل مفرط !


ولكن ما الحلّ إذا لم تقم بتعويد جهازك المناعي بشكل كافٍ في مرحلة الطفولة ؟


اطمئن..


لن تعاني من الحساسية إلى الأبد : 3 حلول مبتكرة (أخيرًا) !

وهذه هي الأخبار السّارة في هذا المقال ! تعمل عملية إزالة التحسس بشكل جيد على العموم، حيث تبلغ نسبة نجاحها حوالي 70٪ (لكن أقل بكثير في حالة الحساسية المتصالبة).


ومع ذلك، فإن العلاج يتطلب صبر (غالبًا 4 أشهر من 12)، ووقت طويل (يمكن أن يستمر من 3 إلى 5 سنوات) وقدرة على الإستمرار (حقن أو أقراص يجب تناولها).


وفكرة العلاج هي زيادة تركيز المادة المثيرة للحساسية (تحت إشراف أطباء متخصصين وفقًا لبروتوكولات طبية صارمة) تدريجيًا مما يسمح للجسم بالتكيف والتعود على وجودها حتى يختفي رد الفعل التحسسي..


يعدّ هذا العلاج خيارًا واعدًا للأفراد الذين يعانون من حساسية مزمنة، حيث تسعى إلى تحسين جودة حياتهم عبر تقديم حلّ فعّال ومستدام.


علاج الحساسية بزرع البراز!

يلعب الميكروبيوم دورًا مركزيًا في تنظيم جهاز المناعة.. وبالتالي الحساسية المحتملة. ولهذا السبب خطرت للباحثين في "بوسطن" فكرة أخذ البراز من الذين لا يعانون من الحساسية ومن ثم إعطاءه لمرضى الحساسية (حساسية الفول السوداني).


بعد العلاج، شهد المرضى ارتفاعًا كبيرًا في عتبة تقبّل الطعام.. إنه حل فعّال بالتأكيد ولكنه مُقرف للغاية..


وإلى أن يصير متاحا على نطاق واسع، ينصح المختصون بالعناية بالميكروبيوم عن طريق:


- الكلوروفيل النقي لتطهير الأمعاء : 400 ملغ كل يومين؛

- تناول البروبيوتيك بالتناوب مع الكلوروفيل (يفضل على معدة فارغة في الصباح)؛

- تناول الجلوتامين النقي ضد نفاذية الأمعاء : 4 إلى 5 جرام يوميًا لمدة شهرين مرتين في السنة؛

- تناول الكركم لخصائصه المضادة للالتهابات.


تنبيه : المعلومات الواردة في هذه المقالة هي لأغراض تقديم المعلومة فقط. ولا ينبغي بأي حال من الأحوال تأويلها على أنها نصيحة طبية متخصصة أو تشخيص أو علاج محدد لأي مرض.